إشارات المرور كما نعرفها لم تتغير منذ الأزل، وفي عصر التطور التكنولوجي الذي نعيشه، فإن هذا لن يبقى على ما هو عليه وسيُستبدل عاجلاً أم آجلاً.
وصحيح أنها تنظم المرور، لكنها بالوقت نفسه تعطّله نسبياً، حيث إيقاف كل السيارات بشكل آلي في الوقت نفسه ليس عملياً، لذا فإن الحل هو توفير إشارات المرور بشكل "ذكي".
هذا ما يعمل عليه علماء الكمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون (Carnege Mellon) الامريكية، حيث يفترض أن تُستبدل إشارات المرور بأخرى افتراضية تتجسّد على الزجاج الأمامي أو لوحة القيادة، على أن تكون الأضواء مختصّة بكل سيارة على حدة، بالتالي يتقلّص الوقت الذي يضيع انتظاراً لإشارات المرور.
ستتواصل السيارات بين بعضها البعض وتدير بنفسها الحركة المرورية من دون الاعتماد على التقاطعات المرتبطة بإشارات المرور، وذلك عبر ظهور الأحمر مثلاً عندما تقترب من التقاطع وتكون هناك سيارة أخرى، وبمجرد مرورها يظهر الأخضر دلالة على أنه بإمكانك المرور الآن.
سيعتمد نظام إشارات المرور الافتراضية على بيانات GPS، والخرائط، والسرعة واتجاه السيارات، ما سينتج عنه تقليل مقدار الزحام اليومي بنسبة 30-60 بالمئة، بالإضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 60%.
بدأت شركات السيارات تجربة هذه التكنولوجيا ولاحظوا نتائجاً رهيبة، أبرزها أنها إذا طُبّقت بأنحاء الولايات المتحدة سيقلل استهلاك البنزين بمقدار 900 مليون لتر سنوياً، لذا يمكننا القول بأن الدول ستعمل أيضاً على إنجاحها.