دائماً ما كنا نسمع عند ركوبنا الطائرة أن ابقاء هواتفنا تعمل من دون اطفائها سيسبب كارثة تودي بوقوعنا جميعاً من على متنها، لكن يبدو أن هذا الأمر غير صحيح كلياً، بل في أقصى حدوده ستتواجه مع مضيفة الطيران لاطفاء هاتفك، لكن ما السبب وراء جعلنا نعتقد كل هذه الأعوام أن وجود هواتف محمولة أو أجهزة إلكترونية أخرى تتداخل مع أنظمة الطائرات؟
اقرأ ايضا: الإنتقال لدرجة الأعمال؟ أسرار لا يعرفها المسافرون قد تسهل رحلاتهم
أغلب المسافرين يلتزمون بمعايير السلامة الجوية، ويمتنعون عن استخدام الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرة. سابقاً، طلبت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) من RTCA، وهي منظمة تهتم بمعايير صناعة الطائرات، أن تدرس مسألة عمل الأجهزة الإلكترونية على الطائرات عام 1992، فلم تجد RTCA أي تداخل وأوصت في نهاية المطاف بالسماح باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الألعاب ومشغلات الموسيقى على متن الطائرة. ومع ذلك اقترحت الحذر من حظر استخدام جميع الأجهزة خلال مرحلتي الإقلاع والهبوط الحرجة.
حققت بوينغ أيضًا في العديد من الحالات في مرحلة التسعينيات، حيث أفادت أطقم الطائرات أن أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو أجهزة الألعاب تسببت في قطع اتصال الطيار الآلي في الطائرة.
ومن الملاحظ، أن الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة تمثل مصدر قلق وليست آمنة إلى حد ما، حيث تنبعث من هذه الأجهزة عمليات إرسال نشطة على الطيف الكهرومغناطيسي، التي تشمل الهواتف وأجهزة الراديو وشبكات Wi-Fi. لكن لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) قسمت الطيف إلى أجزاء مختلفة، وبالتالي يجب ألا تتداخل مكالمة الهاتف الخليوي مع النطاقات المحجوزة لاتصالات الطائرات أو أنظمة الملاحة GPS، إذاً، هي قطعت الشك باليقين وتأكدنا أن فاستخدامنا لهواتفنا قد يسبب في مشاكل على متن الطائرة.
اتضح أن الحظر المفروض على الأجهزة اللاسلكية له علاقة أكبر بالتداخل المحتمل للشبكات الأرضية، بدلاً من أي خطر يُشكل على أنظمة الطائرات. حيث حظرت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) الاستخدام أثناء الطيران لمعظم الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية في عام 1991، مشيرةً إلى أنها تسبب تداخل الشبكة الأرضية.
لكن بعض شركات الطيران تسمح للمسافرين باستخدام الهواتف المحمولة خلال الطيران في الجو.
كما قررت لجنة الاتصالات الفيدرالية لفترة وجيزة رفع الحظر المفروض على الأجهزة اللاسلكية في الطائرة، لكنها قررت في نهاية المطاف عام 2007 الإبقاء على القواعد الحالية لأنه لم يكن هناك ما يكفي من الأدلة لإثبات ما إذا كانت الأجهزة اللاسلكية أثناء الطيران ستتسبب في تداخل ضار مع الشبكات الأرضية.
جميع اللوائح في العالم لا تزال تمنع ركاب الخطوط الجوية من استخدام الهاتف الخلوي من حين لآخر ولا يزال استخدامها بشكل متكرر غير وارد خلال الرحلات الجوية ، وكذلك بالنسبة للتطبيقات الصوتية على الإنترنت مثل Skype.ومع أن بعض الرحلات الجوية توفر الواي فاي الا أن السبب الأكبر لعدم استخدام الهاتف ومنعه هو كي يتمكن المسافرين من اراحة أعصابهم خلال رحلتهم الجوية التي لن تشمل أصوات عالية ومزعجة من الآخرين فغالبية المسافرين يفضلون الصمت، لذا هذا هو سبب منعنا من استخدام هواتفنا!
