تجربة قيادة فريق StriveME اليوم هي تجربة فريدة من نوعها ذات نظرة مستقبلية ومليئة بالتقنيات الجديدة، لذلك قررنا ان نقوم بتجربتنا في "الجامعة الأميركية للتكنولوجيا" في لبنان والتي، كسيارتنا، تساهم في تطوير نظرة الشباب المستقبلية وتحضيرهم لتقنيات المستقبل.
ولأن المستقبل اصبح الآن، ولأن معظم دولنا العربية قد بدأت بتسهيل عملية امتلاك السيارات الكهربائية ان كان من خلال استحداث مراكز شحن أو من خلال تقديمات تشجيعية تحث الناس على امتلاك سيارات كهربائية، فكان لا بد لفريق سترايف أن يبدأ بالقيام بتجارب قيادة على السيارات الكهربائية لما في ذلك منفعة للبيئة ومواكبة للتطور التكنولوجي.
اخترنا لهذا اليوم اختبار سيارة عصرية، فريدة التصميم، كهربائية 100% و شبابية بامتياز من الصانع الفرنسي رينو، وتحمل اسم "تويزي".
قبل الغوص في تفاصيل السيارة لا بد من التعليق على اسم تويزي "Twizy" فالصانع الأوروبي قد اختار هذا الاسم الغريب ليعكس طبيعة هذه السيارة الفريدة من نوعها وليعكس قدرات هذه السيارة ايضاً. فاسم "Twizy" مشتق من كلمتي Twin أو التوأم اذ أن السيارة مزودة بمقعدين متلاصقين كالتوأم و"Easy" أي السهل، لسهولة القيادة والركن والشحن.
اما من ناحية التصميم الخارجي، فجاءت الـ "تويزي" غريبة التصميم وفريدة من نوعها. هيكل الـ "تويزي" صغير الحجم نسبياً شبيه بالسكوتر، مما يجعل الـ"تويزي" سيارة المدينة بامتياز اذ ان حجمها يسهل القيادة في الأماكن الضيقة وخلال زحمة السير، كما أن عملية فتح الأبواب العامودية تساهم بشكل كبير في تسهيل عملية الدخول والخروج من السيارة بطريقة ولا أروع.
خلال قيادتنا لسيارة "تويزي" في طرقات المدينة وحتى في حرم الجامعة، كانت السيارة الغريبة تلفت الانتباه ان كان بمصابيحها الأمامية الدائرية أو عجلاتها الفريدة أو خلفيتها الغريبة، ولعل أهم ميزة في تصميم الـ"تويزي" تعود الى اعتماد خليط من الألوان المفرحة التي يمكن اختيارها بحسب رغبة السائق لتعكس شخصيته الخاصة.
انا شخصياً يمكنني التأكيد بأن شعور القيادة مختلف 100% عن أي شعور قيادة آخر، فالـ "تويزي" تبعث الابتسامة على وجه السائق والراكب معه والناس في الطرقات بشكل غريب كما انها تحيي روح الفكاهة والشباب في قلب كل من التقينا به خلال تجربتنا الفريدة من نوعها.
من الناحية الميكانيكية أو يجب القول الكهروميكانيكية، فقد جُهزت الـ"تويزي" بمحرك كهربائي 100% خالي من اي انبعاثات، ويولد قوة 13 كيلو وات اي ما يعادل 17 حصان على وزن 474 كلغ قادر على الوصول الى سرعة 80 كلم/ساعة ومسافة تقريبية تعادل 80 كلم من دون شحن.
وللخوص في غمار تجربة الـ"رينو تويزي"، قررنا انا وزميلي في فريق StriveME القيام برحلة شبابية بدأت من طرقات المدينة في بيروت باتجاه الجامعة الأميركية للتكنولوجيا لقضاء وقت مرح وعيش تجربة جديدة من تجارب القيادة.
وصلنا الى موقف الجامعة وبدأنا القيادة في مناورة ضيقة وسريعة، ولكن الـ"تويزي" ولصغر حجمها وليونتها كانت مناسبة لهذا التحدي. وبعد ساعات عدة من القيادة قررنا القيام بتحدي غير مألوف وهو ادخال الـ"تويزي" الى حرم الجامعة وتحديداً الى داخل ملعب كرة السلة مجتازين بذلك قاعات الصفوف والممرات الضيقة غير المجهزة للسيارات. اوصلتنا الـ"تويزي" الى وجهتنا، فاذ بعلامات الاستعجاب تبرز على وجوه الأشخاص داخل ملعب كرة السلة متسائلين كيف وصلت هذه السيارة الى هنا، وما هذه السيارة الفريدة!
وبعد الاستفسار، بدأ تحدي كرة السلة بيني وبين زميلي الذي دام ثلاث ساعات، اي نصف المدة الزمنية اللازمة لشحن طاقتنا الجسدية وشحن الـ"تويزي" من خلال الكابل المدمج والآمن بطول 3 امتار الذي يمكن وصله بأي مقبس كهربائي والانطلاق من جديد.
ولعل أهم مغامرة واجهناها في الـ"رينو" كانت رحلة البحث عن موقف للسيارة، اذ مع انتهاء النهار كان موقف الجامعة ممتلىء وعملية البحث عن موقف للسيارة عادة ما تكون صعبة ومضنية، ولكن حجم الـ"تويزي" وابعادها جعل من هذه العملية سهلة ومرحة اذ انه يمكن ركنها طولياً او عرضياً بمساحة لا تتعدى المتر ونصف.
في النهاية يمكن التأكيد بأن هذه السيارة الثورية من الصانع الفرنسي "رينو" قد حددت المسار المستقبلي للسيارات الصغيرة الكهربائية الفريدة من نوعها التي تناسب الجيل الجديد المهتم بالمحافظة على البيئة ويحب التميز، بالاضافة الى الشركات العصرية ذات المسوؤلية البيئية الاجتماعية والمهتمة بتوفير الوقود، اذ ان التويزي ايضا تتوفر بنسخة "كارغو" "Cargo" التي تستبدل المقعد الخلفي بمساحة تخزينية تقدّر بـ180 ليتر أو 75 كلغ.
فهل أنت "تويزي"؟