ما زال مستقبل عالم السيارات أكيد التوجّه من دون أيّ لبس. إنه مستقبل خالٍ من السيارات العاملة على الوقود الكربوني. لكنّ التقنيات المستقبليّة وتكنولوجياتها ما زالت تتأرجح ما بين المحرّكات الكهربائية وتلك العاملة على الهيدروجين.
فبعد فضيحة انبعاثات محركات الديزل لدى فولكس واجن، أصبح الاتجاه العالمي نحو تسويق أكثر للسيارات الكهربائيّة، خاصة أنّ الصانعين استثمروا أموالاً طائلة في تجربة هذه المحركات، وآن الأوان لتسويقها بكثافة، لاسترداد جزء من الأموال المستثمرة وبث ثقافة السيارات النظيفة بين الناس.
ولكن في سياق البحوث التي تمت، عمل بعض الصانعين على تطوير تكنولوجيا محركات نظيفة، أو ما يعرف بسيارات الوقود البديل، التي تعتمد على الهيدروجين للعمل. لكن العائق في هذا الموضوع هو فذلكة وتكلفة بناء البنية التحتيّة الخاصة بها، ما يبعد الدول عن حماسة اعتمادها.
ولتوفير البنى التحتية اللازمة لدعم عمل هذا النوع من السيارات المستدامة، قامت شركة الفطيم للسيارات، الموزّع الحصري لسيارات تويوتا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بافتتاح أول محطة هيدروجين في دبي فيستيفال سيتي، بالتعاون مع شركة "اير ليكويد" (Air Liquid) المختصة في إنشاء محطات الهيدروجين.
وستتيح محطة الهيدروجين فرصة تسويق عدد أكبر من السيارات الكهربائية العاملة بوساطة تكنولوجيا خلايا الوقود كجزء من برنامج تجريبي، بدأ في أيار/مايو من هذا العام، بعد أن بدأ المشروع بثلاث سيارات تويوتا ميراي فقط. بعدها، سيتوسّع هذا المشروع ليشمل أسطولاً أكبر، سيتمّ اختباره في دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق جهات رسمية وبعض الجهات المعنية في القطاع الخاص.
وخلافاً لما عهدناه في السيارات الهجينة والسيارات الكهربائية، فإنّ تويوتا ميراي تقدم أداء ينافس سيارات محرّكات الوقود التقليدية، لأنها لا تتطلب شحناً كهربائياً خارجياً، ويمكن تعبئتها بالهيدروجين في أقلّ من 5 دقائق، كما هي قادرة على السير لأكثر من 500 كيلومتر عندما تكون ممتلئة.
وبفضل التقنيات التي طوّرتها تويوتا في هذا النظام، يستطيع طراز ميراي أن يعمل على الهيدروجين بدلاً من البنزين فيما ينبعث من هذه السيارة الماءُ بدلاً من غاز ثاني أكسيد الكربون. وتتولد الكهرباء في داخل السيارة عديمة الانبعاثات، في ضاغط خلايا وقود الهيدروجين الموجود على متن السيارة، عن طريق اتحاد الهيدروجين مع الأوكسجين من الهواء.
خطوة مهمّة تقوم بها إمارة دبي بهدف خلق مجتمع أكثر استدامة، ولتأمين هواء أكثر نظافة للجميع، ولترويج السيارات التي تعمل بالوقود البديل كتحدّ ضخم في منطقة من العالم هي منبع النفط الوقود الحالي لكلّ مركباتنا، وحيث هناك شحّ في المياه... فكيف سيرسم مستقبل هذا النوع من المركبات في عالمنا العربيّ؟
