لاتزال طائرة التجسس والاستطلاع التي تحمل تسمية SR-71، أو ما يعرف بالطائر الأسود، من أبرز، وأسرع، وأشهر طائرات القرن العشرين لناحية الأداء والكفاءة. وهي معدّة للاستطلاع والاستكشاف الاستراتيجي.
إذاً، أسرع طائرة في العالم هي طائرة استطلاع من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وتبلغ سرعتها 3530 كلم في الساعة، ما يجعلها تفوق سرعة الطائرات النفاثة المقاتلة، ما يمنع أن يبلغها أيّ صاروخ مضادّ.
وقد استخدمت في سلاح الطيران الأمريكي منذ عام 1964 ولغاية عام 1996. وبإمكان هذه الطائرة التحليق على ارتفاع 24000 متر، ولمدى يصل حتى 6000 كم من دون التزوّد بالوقود.
تمّ تصنيع الطائرة أثناء الحرب الباردة التي كانت دائرة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتيّ في منتصف أربعينيّات القرن الماضي، ولغاية أوائل التسعينيات منه. وكانت بدأت كنسخة تجريبية إلى أن وافق عليها الكونجرس الأمريكي على إدخالها الخدمة في عام 1966. وظلّت في الخدمة لغاية عام 1996، حين خرجت من الخدمة نهائياً. ومن أسباب الاستغناء عن خدماتها أن تكلفة تشغيلها مرتفعة، إذ يتطلّب تشغيل 3 طائرات منها 100 مليون دولار.
صمّمت بلاك بيرد اس ار 71 من أجل التجسّس على الاتحاد السوفياتي، لأنها كانت تتمتع بخاصيّة التخفيّ. لقد تمّ إنتاجها كجزء من مشروع سريّ خاصّ بوزارة الدفاع الأمريكية مرتبط بصناعة أكثر طائرات العالم تطوّراً وسرعة.
يمكن لطائرة "بلاك بيرد" التحليق إلى أقصى ارتفاع ممكن في الفضاء. وعند هذا الارتفاع الشاهق، لا تستطيع الطائرات الأخرى الاستمرار في التحليق والطيران بسبب غياب الهواء، وبسبب ارتفاع حرارة جسم الطائرة أثناء الطيران. ولكنها، بالرغم من خاصيّة التخفّي، كانت تظهر على الرادارات السوفياتية والصينية، وكان التعليل الأمريكي أن سبب هذا الأمر يعود إلى الحرارة الناتجة من المحرّكين.
استخدمت هذه الطائرة في مهمّات الاستطلاع الاستراتيجي والتصوير البعيد المدى. يتكوّن طاقمها من طيارين يجلسان على مقعدين متتاليين.
