في حين أنه من الصعب إنكار أن التجارب على متن الطائرة في الدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الأعمال غالباً ما تشوبها أمور غير متوقعة وبعض الشغب أحياناً، إلا أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن الترقية إلى الدرجة الأولى هي المكان المثالي للسفر الجوي. في الواقع، قد يكون هذا المكان أكبر عملية احتيال في عالم الطيران.
انتقل إلى درجة الأعمال فوراً
فهل تستحق الدرجة الأولى حقًا هذا السعر الباهظ؟ يعتقد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، أن الإجابة هي "لا"، كما ويشير الباكر إلى أن جاذبية الدرجة الأولى بدأت تفقد بريقها، بخاصة وأن درجة الأعمال في الطائرات توفر الآن الكثير من وسائل الراحة والامتيازات التي كانت في السابق حكراً على الدرجة الأولى.
أما كارستن سبور، الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا فيشدد على إنه لا يزال هناك طلب على الدرجة الأولى الفاخرة، على عكس ما يقول الباكر والذي يؤكد أن الاستثمار في مقاعد الدرجة الأولى قد لا يكون استثماراً ذكياً للمسافر بسبب وسائل الراحة الفخمة المتوفرة بالفعل في كبائن درجة رجال الأعمال.
في الواقع، شهدت درجة الأعمال الحديثة تحولًا اواضحاً، حيث تقدم مستويات لا بأس بها على الاطلاق من المساحة الإضافية والخدمة المتميزة والراحة المعززة. هذا وقامت شركات الطيران، بتغيير جودة الطعام في درجة الأعمال الأمر الذي جعلها محط أنظار الكثير من المسافرين.
ما هذا الرقم الخيالي!
بالنظر إلى أن التكلفة، بالنسبة لمعظم الناس، هي الاعتبار الرئيسي الأول عند حجز أي نوع من الرحلات، يمكن أن نشير إلى أن تذاكر الدرجة الأولى هي أكثر تكلفة بكثير من نظيراتها الاقتصادية، بخاصة على الرحلات الجوية الدولية.
يشير الموقع الرسمي لشركة Nerd Wallet التي تعنى بالأمور الاقتصادية، إلى أن سعر التذكرة الاقتصادية في شركة الخطوط الجوية الفرنسية من لوس أنجلوس إلى باريس يبلغ 1180 دولارًا، في حين يرتفع إلى أكثر من 18600 دولار في الدرجة الأولى. ولكن هل الخدمة التي يمكن أن تتلقاها هي أفضل بخمسة عشر مرة من تلك المقدمة في الدرجة الاقتصادية؟
هل من الطبيعي أن يصار إلى رفع السعر لخمسة عشر مرة من أجل طعام أو عصائر أفضل أو حتى مقعد أفضل؟ على الرغم من أن كل هذه الأشياء قد تم تحسينها بشكل طفيف في درجة رجال الأعمال، إلا أن ما تدفعه حقًا في الدرجة الأولى هو للمستوى المتزايد من الخصوصية.
إذاً ما تحاول الدرجة الأولى القيام به هو تقديم ميزات قد تكون زائفة لتجربة سفر عامة إذ لا يمكنك تجنب تسجيل الخروج أو الوصول، أو المرور بالأمن والتفتيش.
إن السفر في الدرجة الأولى، لن يعطيك الكثير من الخصوصية إنما سوف يقدم لك فقط بعض الراحة، لذلك يدقم الأشخاص الذين في الحقيقة يبحثون عن الخصوصية على السفر في طائرات خاصة.
بعض الاعتبارات الاخرى التي يجب أن تعلم بها
- التكلفة: يمكن أن تكون تذاكر الدرجة الأولى أغلى بكثير من تذاكر الدرجة الاقتصادية أو حتى درجة الأعمال. يعتمد ما إذا كان الأمر يستحق التكلفة الإضافية على ميزانيتك ومدى تقديرك للتجربة المحسنة
- المسار والمدة: إذا كنت تسافر عبر طريق قصير، فقد لا تكون مزايا الدرجة الأولى ملحوظة أو ضرورية
- التفضيلات الشخصية: يعطي بعض الأشخاص الأولوية للراحة والرفاهية عند السفر ويكونون على استعداد لدفع المزيد مقابل ذلك، غير ان درجة الأعمال باتت تقدم الكثير من المزايا التي تليق بالمسافر
- انخفاض القيمة للرحلات القصيرة: في الرحلات القصيرة، قد لا تكون فوائد السفر في الدرجة الأولى، مثل المقاعد الأكثر اتساعًا والخدمات المحسنة، واضحة، مما يدفع بعض المسافرين إلى الشعور بأن التكلفة الإضافية غير مبررة
- توقعات أعلى: غالبًا ما يكون لدى مسافري الدرجة الأولى توقعات أعلى فيما يتعلق بجودة الخدمة والراحة. إذا لم يتم تلبية هذه التوقعات، فقد يؤدي ذلك إلى خيبة الأمل وعدم الرضا
- التأثير على ميزانية السفر الإجمالية: يمكن أن يؤدي اختيار السفر من الدرجة الأولى إلى استهلاك جزء كبير من ميزانية المسافر، مما قد يحد من قدرته على تخصيص الأموال لجوانب أخرى من رحلته، مثل الإقامة أو الأنشطة أو مشاهدة المعالم السياحية
- التأثير المحدود على الرحلات القصيرة: قد لا يكون لفوائد السفر في الدرجة الأولى، مثل أولوية الصعود إلى الطائرة والوصول إلى الصالات، تأثير كبير على الرحلات القصيرة جدًا، حيث قد لا تكون الاختلافات في إجمالي وقت السفر والراحة كبيرة
اقرأ أيضاً: صوتها أشبه بزمجرة النمر.. ميزات آسرة قدمتها لكزس في LC 500 2023
