السيارات الكهربائية هي المستقبل، فالشركات والحكومات العالمية تشجع الناس الى شراءها، ولكن، هل هي صديقة للبيئة فعلاً كما يتم التسويق لها؟
استخدام الطاقة الكهربائية بدل من محرك الاحتراق الداخلي سيعني بأن ما يدفع السيارة هو وحده النظيف، إلا أنك في النهاية لم تُقصي الوقود الأحفوري من المعادلة.
ماذا يعني ذلك؟
مصدر الكهرباء هو محطات توليد الطاقة الكهربائية، والتي يتم تشغيلها عبر مصادر طاقة غير متجددة: الغاز الطبيعي، الديزل، الفحم الحجري، أو مصادر طاقة متجددة: الطاقة المائية، الطاقة الشمسية، الطاقة النووية، طاقة الرياح.
بالتالي، إذا ما كانت الدولة تعتمد بشكل مكثف على مصادر الطاقة غير المتجددة، سيترجم ذلك إلى أن السيارة الكهربائية قد يكون لها ضرر بيئي ايضاً - كما هو عليه الحال مع السيارات العادية - ولكن بشكل غير مباشر.
الحال يختلف مع الدول المتقدمة المعتمدة على الطاقة المتجددة بنسبة 50% او أعلى، إذ تكون البصمة الكربونية أقل والسيارة صديقة للبيئة فعلاً.
مكونات ملوّثة
معضلة أخرى هي مكونات السيارات الكهربائية المتضمنة تصميم البطاريات والأنظمة الكهربائية، حيث أن طريقة تعدين بعضها ملوّثة، ناهيك عن أنه خلال بضعة سنوات سيكون محتماً التخلص من مئات آلاف البطاريات لموديلات تستبدل بأخرى أكثر حداثة، والتي تكون إعادة تدويرها والتخلص منها عملية معقدة جداً.
والحل؟
السيارات الكهربائية تبقى الحل الأفضل إذ أنها لا تنتج أي مخلفات مضرة للبيئة بشكل مباشر وتعتبر افضل بكثير من سيارات الاحتراق الداخلي وتُبعد التلوث عن المدن إذ أن المحطات عادة ما تقع في مناطق نائية، لكن بالوقت نفسه، يجب أن تزيد حكومات العالم اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة، كما يجب تسليط الضوء على معضلات تصنيع البطاريات والمكونات حتى تزيد الشركات اهتمامها بالحدّ منها.