صناعة السيارات هي من اضخم الصناعات في العالم ومن اكبر قطاعات المال والأعمال، فهي من أهم أجزاء اقتصاد أي دولة صناعية متقدمة كالولايات المتحدة وكوريا واليابان، ولذلك تفتخر بها الدول وتتنافس بين بعضها لاجتذابها تعزيزاً للقطاع الصناعي بأكمله، كما أنها أحد أهم الدلائل على قوة وتطور الدول في المجال الصناعي الحديث وقدرتها على المنافسة بشكل عالمي، لذلك تعمل المملكة العربية السعودية بكل جد حالياً على تعزيز صناعة السيارات بها لتحصل على مركز متقدم في هذا المجال بحلول 2030.
صناعة السيارات
صحيح أن المملكة لم تكن مهتمة سابقاً بالمنافسة في صناعة السيارات، لكنها حالياً مع رؤية 2030 تمضي قدماً لكي تكون رائدة في المنطقة بالصناعة الوطنية، وتوجد بالفعل لديها مصانع واستثمارات في المجال.
وتشمل صناعة السيارات حالياً في السعودية عدة مصانع أبرزها شركة الجفالي للمنتجات الصناعية منتجة شاحنات مرسيدس، والشركة الوطنية السعودية لصناعة السيارات المعروفة بأنحاء المملكة، بجانب مصنع ايسوزو في الدمام على الساحل الشرقي، وشركة التعدين العربية السعودية معادن التي تصنّع المواد الداخلة في السيارات، إضافة إلى مصنع الشاهد في مدينة الدمام بشراكة ماليزية وشركة سابك الهادفة إلى جعل المملكة مصنعاً رائداً للسيارات بالشرق الأوسط.
كم يستغرق صنع سيارة
في عالم صناعة السيارات فإن الأجابة عن هذا السؤال قد تكون صعبة للغاية، حيث يختلف الأمر من سيارة لأخرى ومن شركة لأخرى، ولكن بشكل عام فإن خطوط الإنتاج الحديثة تستطيع تصنيع متوسط 50 إلى 100 سيارة في ساعة واحدة، ولكن هذا بالطبع لا يسير على كل السيارات، فهناك العديد من السيارات الفارهة التي يستغرق تصنيعها أياماً.
مع بداية صناعة السيارات لم يكن الأمر بهذه السهولة، ويعود هذا الاختصار الزمني والتطور الرهيب في صناعة السيارات إلى فكرة خطوط التجميع المتقدمة التي ابتكرها بالأساس هنري فورد كما ذكرنا سابقاً، حيث يعمل كل عامل على جزء من السيارة ولا يعمل الجميع على نفس السيارة، ويجب الإشارة إلى أننا نتكلم في الأعلى عن عدد السيارات التي تخرج للفحص وليس عدد السيارات الموجودة في خط الإنتاج والتي قد يكون عددها أكبر بكثير.
صناعة السيارات في السعودية
كما أعلنت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية سابقاً عن عمل المملكة على تطوير مدينة كاملة مخصصة لأغراض صناعة السيارات، حيث سيتم تحفيز المستثمرين على ضخ الأموال في هذه الصناعة الواعدة، وتقوم المملكة بتوفير المواد الخامة المطلوبة لبدء جذب صانعات السيارات المختلفة للمدينة الجديدة، بما يتضمن كل من الألمنيوم، المطاط، البلاستيك وغيرها بأسعار منافسة للغاية.
صناعة سيارة سعودية
وبدأت الحكومة السعودية بالعمل على المشروع منذ عدة أعوام، وكانت الجهات المختصة تنظر إنشاء المدينة في منطقة رابغ الصناعية، لتكون أضخم مقر لصناعة المركبات وقطع غيارها، وفي حال إنشائها، ستعمل بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف سيارة سنويا خلال سنوات من بدء عملها باستثمار 45 مليار ريال.
ويأتي ذلك نتيجة أن عوائق صناعة السيارات في المملكة تتمثل في غياب سلسلة إمداد محلية لمكونات السيارات، كما أنه يتوجب بناء مناطق اقتصادية متكاملة تنتج مكونات مثل زجاج السيارات والبطاريات والعجلات لأجل خفض التكاليف وعدم استيرادها من الخارج.
صناعة السيارات
تعتمد صناعة السيارات على العديد من الخطوات المتناسقة والمتتالية بناء على النظام الذي وضعه هنري فورد في البداية، تبدأ عملية صناعة السيارات بإنتاج الهيكل الخارجي، ليدخل بعد ذلك في مرحلة الطلاء، حيث تتضمن هذه المرحلة العديد من الخطوات الفرعية، والعمليات المختلفة، منها بعض العمليات الكيميائية. يشرع العمال بعد ذلك في تركيب أجزاء السيارة المختلفة سواء الداخلية أو الخارجية، ومن أبرز هذه الأجزاء: المحرك، والأبواب، واللوحات المتعددة. بعد أن ينتهي العاملون من تركيب أجزاء السيارة، يبدؤون في وضع اللمسات النهائية عليها، وبعد أن تكتمل عملية التصنيع هذه يأتي دور التأكد من العيوب، وفي هذه المرحلة، يمكن أن ترجع السيارة إلى المراحل الأولى مرة أخرى لمجرد وجود أخطاء بسيطة جداً.
وفي هذا السياق، فقد اشتهرت عدة أنواع من السيارات على مستوى العالم، منها السيارات الأمريكية، واليابانية كما ذكرنا سابقاً، والسيارات الألمانية، حيث تشتهر هذه السيارات التي يتم تصنيعها في هذه الدول بالجودة العالية والمرتفعة، والاعتناء بأدق التفاصيل. كما تمتاز السيارات المصنعة في هذه الدول بأنها سيارات عملية يمكن أن تتواءم مع مختلف الاستعمالات، وأن تكون مناسبة لكافة أنواع الطرق، على عكس الأنواع التي قد تصنع في دول أخرى كالدول التي تستهدف الأسواق التي تسود فيها الأجواء الباردة على سبيل المثال.
اقرأ أيضاً: صيانة بي ام دبليو الناغي: اهم المعلومات وكيفية الحجز