عند التفكير بالسيارات كهربائية، تتجه الأنظار دائما نحو البيئة والمسافة التي يمكن ان تقطعها السيارة بشحنة واحدة وغيرها من تفاصيل الحياة اليومية.
هناك ايضاً من يفكر بالعزم والقدرة الحصانية أو كما تعرف في عالم الكهرباء بالكيلو وات، كما هناك من يفكر بالدفع الرباعي عن وغيرها من حكايات واساطير العالم الكهربائي الجديد.
ولكن اليوم، سنتعرف على اسطورة جديدة في عالم السيارات الكهربائية، وبطريقة غير اعتيادية، فهل فكرت يوماً بتجربة سيارة كهربائية على الثلج؟
هنا يكمن التحدي، واذا سألتني لماذا، فالجواب حاضر: تتنافس السيارات الكهربائية الحالية على القدرة والعزم، ولكن مهما بلغت السيارة من قوة او عزم، فالسيطرة تبقى الأهم، فكيف لو كانت القيادة على الثلج؟
هنا جاءت بورشه لتقول للصانعين في عالم الكهرباء: هل انتهيتم واطلقتم ما عندكم؟ حسناً، جاء دوري لأغير قواعد اللعبة، اليكم بورشه تايكان!
بدأ نهارنا في الصباح الباكر في فنلندا تحت انهمار الثلوج وفي حرارة تصل الى اقل من 25 درجة مئوية تحت الصفر، ولكن حرارة الادرينالين كانت تدفء قلوبنا اذ كنا نتوجه الى سياراتنا الكهربائية بورشه تايكان لنقودها في رحلة وسط العاصفة الثلجية، متجهين الى حلبة ليفي الخاصة بنشاطات بورشه الشتوية بهدف ممارسة رياضة الدريفت.
اقرأ أيضاً: بورشه تايكان 2020 الكهربائية تظهر للعلن، أخيراً!
من النظرة الأولى، تعطيك بورشه تايكان 2020 انطباعاً بأن الصانع الألماني قد وضع نصب عينيه السيطرة الكاملة على عالم السيارات الكهربائية.
تحمل تايكان توقيع بورشه بامتياز من حيث التصميم الخارجي، مع لمسة مستقبلية واضحة جداً في المصابيح الأمامية والفتحات في المصد الأمامي وغيرها من التفاصيل الرائعة الممتدة من الامام إلى الخلف.
من الداخل، المقصورة رائعة، فهي في النهاية من صنع بورشه، ويجب ان تعكس ذلك بقوة.
المميز في التصميم الداخلي هو اعتماد بورشه الكامل على شاشات اللمس للتحكم بكل شيء في السيارة، حتى فتح صندوقي الأمتعة الأمامي والخلفي، ونعم امامي وخلفي اذ لا يوجد محرك تقليدي في هذه السيارة، بل محركين كهربائيين يولدان قوة تصل الى 420 كيلو وات أي ما يعادل 570 حصان، بالإضافة الى عزم يصل الى 650 نيوتن متر، وهذا في نسخة 4S.
اما في النسخة الأقوى، أي تيربو S، فالأرقام تصل الى 560 كيلو وات، أي 750 حصان، والعزم الى 1050 نيوتن متر، وذلك يترجم الى تسارع من 0 الى 100 كم/س في 2.8 ثوانٍ فقط.
البعض قد يقول أن العديد من السيارات الكهربائية تخطت هذه الأرقام، ولكن تايكان تضفي مواصفات الراحة المعهودة في سيارات بورشه، إضافة طبعاً القدرة على المنافسة على الحلبات، وهنا اعني تماسك وسيطرة وقوة.
اقرأ أيضاً: 8 سوبركارز تتفوق عليهم بورشه تايكان تيربو S
كل ذلك رائع على الورق... ولكن حان وقت التجربة على الحلبة في الثلج.
ستشعر بالرهبة فور دخولك المستنقع المتجمد في حلبة ليفي، اذ أن الأرض أمامك بيضاء والطريق غير واضح سوى بعض العلامات التي وضعها المنظمون لتسهيل عملية الدريفت وتحديد مواقع الانعطاف، وانطلقنا.
إحساس تسارع السيارة جنوني، اذ تندفع بعزم فوري وقوة هائلة، فتشعر وكأن قلبك قد انتقل الى المقعد الخلفي، وما ان تعتاد على هذا النوع من القوة، حتى تبدأ محاولة السيطرة على الوحش الكهربائي، خاصة على المنعطفات.
من كان معتاد على المحركات التقليدية والدوس بشكل كامل على دواسة الوقود، سيفاجأ بأن تايكان لا تحتاج سوى للمسة بسيطة على دواسة الوقود، لتجد نفسك مندفعاً بقوة بين المنعطفات. الشعور لا يوصف.
هنا، تبدأ التكنولوجيا الألمانية وتاريخ بورشه العريق بالتدخل، لتبقيك على المسار بالرغم من الثلوج، فيتحكم الكومبيوتر بعملية توزيع العزم بين الإطارات الأربعة، ويتدخل نظام التعليق ليثبتك في مكانك ويعطيك تجربة قيادة مذهلة على الحلبات والمنعطفات الضيقة والسريعة.
أما لمحبي الدريفت، وبالرغم من أن هذه السيارة رباعية الدفع، فتحضروا لمفاجئات عند أي محاولة للتفحيط في تايكان، فأطفئ نظام التحكم بالجر (Traction Control) وتمتع بقيادة مثيرة تعجز الكلمات عن وصفها!
ولا يسعني القول في النهاية سوى: الـ تايكان يا سادة أتت لتغيير قواعد اللعبة.