كم من مرّة نصحكم البعض بضرورة تسخين المحرّك قبل الاِنطلاق، وكم من مرّة قال لكم البعض الآخر إنّ هذه العمليّة لم يعد لها ضرورة؟
إنّ تسخين المحرّك لفترات طويلة لم يعد له وجود، خصوصاً أنّ أنظمة السيّارات قد تغيّرت. هذا فضلاً عن التطوّر التكنولوجيّ الذي طرأ على هذا العالم الواسع والكبير.
بدأت فكرة تسخين السيّارة صباحاً منذ أن وجدت المحرّكات التي تعمل من خلال الكاربيراتير، والتي كانت تحتاج إلى أن تُسخّن كي تتمكّن من العمل بالشكل المطلوب منها.
يقوم الكاربيراتير بتحويل الوقود من سائل إلى رذاذ. وبما أنّ المحرّك والثلاّجة الخاصّة به يجب أن يسخنا، فإنّ البنزين يدخل ليتحوّل إلى بخار، فيتوجّه بعدها إلى داخل الأسطوانة كي يشتعل بشكل جيّد.
هذه العمليّة في السيّارات الّتي تعمل بنظام الكاربيراتير يتطلّب حدوثها حوالى 3 دقائق تقريباً. أمَا في أنظمة البخّاخات، فتلك المراحل لا تحتاج إلى وقت، والسّبب أنّ البخّاخات تحوّل الوقود إلى رذاذ سيجعل البلف يسخن في ثوانٍ، كي يتحوّل ذلك بعدها إلى بخار في غرف الاِحتراق.
إذاً، في هذا العصر الذي باتت السّيّارات ـ بأغلبيتها ـ تعتمد على البخّاخات، أصبح بإمكانكم تشغيل السّيّارة، ثمّ الانتظار نحو 20 ثانية تقريباً كي تنطلقوا بسيّاراتكم من دون أيّ مشكلة. أمّا لو كان الطبلون مجهّزاً بشعار أزرق اللون، يُضيء دائماً في الصّباح، فلا تتردّدوا في انتظار القليل من الوقت كي ينطفئ لتهبّوا إلى قيادة السيّارة.