يصمم المهندسين عادةً الكثير من المنتجات التي تستطيع مساعدة الأشخاص فاقدي البصر، ولكن من النادر أن نجد مهندس كفيف قادر على تصميم أجهزة مناسبة لأولئك المبصرين، حيث أن رالف تيتور (Ralph Teetor) هو خير دليل على ذلك، وسوف نسلط الضوء اليوم على قصة ابتكاره لمثبت السرعة.
اقرأ أيضاً: تقنية من جنرال موتورز لتشعر بالاطمئنان أثناء قيادة أولادك!
عندما كان رالف بعمر الخامسة، أصيب بالعمى نتيجة لحادث بسكّين، ليصاب بعدها بالرمد التعاطفي، وهو ما ادى الى إصابة عينه الثانية بالعمى نتيجة الصدمة التي مر بها بعد إصابة العين الأولى.
كان رالف يعشق الهندسة من الصغر، حيث كان يحب العبث بمختلف الأدوات والقطع في ورشة والده، وبدأ بعمر العاشرة يطور موهبة الشعور بالأشياء الميكانيكية ليعمل بعدها على تصميم مختلف القطع رغم إصابته، لتصبح يديه بديلاً عن أعينه، مما جعله يشعر بأنه يمكن أن يصبح مهندساً، ولكن الكثير من الجامعات رفضته بسبب عجزه عن الرؤية، حتى قبلته جامعة بنسلفانيا في قسم الهندسة الميكانيكية، ليتخرج منها ويعمل في البحرية الأمريكية متولياً أعمال الصيانة للمحركات البخارية التوربينية.
ترك رالف البحرية بعدها كي يعمل مع والده و3 من أعمامه لإنتاج حلقات المكابس ليصبح في النهاية رئيس الشركة ويتولى عدة مشروعات صغيرة خاصة به، كما اسبح في الوقت ذاته رئيساً للجمعية الأمريكية لمهندسي السيارات.
خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الحكومة الأمريكية تدعو السائقين للقيادة على سرعة لا تتعدى 55 كم/س فقط لتوفير الوقود، وهنا بدأ رالف يعمل على تقديم جهاز يساعد السائقين على الإلتزام بسرعة محددة أثناء القيادة من دون الحاجة أن يقوم السائق بذلك بنفسه، وهو ما تم تقديمه في عام 1948 باسم سبيدوستات 'Speedostat'، ولكنه استغرق عقد كامل لاحقاً كي يصل لنسخة اختبارية يمكن استخدامها في السيارات بثقة تامة.
اقرأ ايضا: نصائح يجب اتباعها عند تشغيل مكيف السيارة
ولكن نظراً لأن مثبت السرعة يحتاج أن يبقي السيارة على سرعة محددة بدلاً من إبطائها، أضاف رالف لاحقاً آلية قفل سرعة عبر محرك كهرومغناطيسي، ما يمكن تعطيله بالضغط على المكابح، واستخدمت كرايسلر التقنية في عام 1958 لتصل لمختلف سياراتها بحلول الستينات وتم حينها تغيير الاسم إلى Cruise Control، وفي عام 1973 تم اعتباره تقنية تساهم على خفض استهلاك الوقود حينما تم وقف بيع البترول للولايات المتحدة، وتعد تلك التقنية اليوم هي أساس تقنيات القيادة الذاتية، اذ انها أول تقنية ساهمت في جعل إحدى مهمات القيادة أوتوماتيكية.