منصة العرض العالمية في معرض التنقل الياباني (Japan Mobility Show) شهدت هذا العام ميلاد مفهوم سيارة قد يُعيد تعريف قطاع الكوبيه الفاخرة ذات الأبواب الأربعة: إنها مازدا Vision-X كوبيه. في لحظة إطلاقها، لم يتردد المراقبون في وصفها بأنها "مرسيدس CLS اليابانية"، لكن هذه التحفة تتجاوز مجرد المنافسة، إذ ترسم مازدا من خلالها رؤيتها لسيارة الكوبيه الفاخرة لعام 2035، مزودة بتقنيات لم يسبق لها مثيل ومحرك طال انتظاره.
تصميم مستقبلي وعودة المحرك الدوار

تُعد Vision-X، في جوهرها، تطوراً مبهراً للغة تصميم "كودو" (Kodo) الشهيرة التي تعتمدها مازدا، لكنها تنقلها إلى مستوى جديد من الأناقة الانسيابية. يستعرض التصميم خطوطاً نظيفة وخالية من الشوائب، حيث غابت مقابض الأبواب والمرايا التقليدية لصالح تصميم ديناميكي هوائي سلس. يهيمن على المقدمة شبك أمامي مغلق بالكامل مع لمسات حادة تشبه "الأنياب"، تكملها مصابيح أمامية نحيفة للغاية، ما يمنحها نظرة مستقبلية عدوانية وفخمة في آن واحد. ينسدل السقف بشكل رشيق ليحتضن المؤخرة المرتفعة والمزودة بمصابيح خلفية مرحة ومميزة.
ولإثبات جديتها في المنافسة الفاخرة، تتفوق Vision-X في الأبعاد على أي منافس، بما في ذلك سيارة مرسيدس CLS التي عرّفت هذا القطاع يوماً ما. يبلغ طول المفهوم 5050 ملم، وقاعدة عجلاته تصل إلى 3080 ملم، ما يوفر مساحة داخلية استثنائية، ويؤكد على أن مازدا تهدف إلى تقديم أكثر من مجرد سيارة كوبيه؛ إنها تقدم صالوناً فاخراً بهيئة رياضية.
لكن الخبر الأهم الذي هزّ عالم السيارات يكمن تحت غطاء المحرك الطويل والمنحوت: العودة المظفرة للمحرك الدوّار (Rotary Engine) مع شاحن توربيني!
تعتمد Vision-X على نظام دفع هجين قابل للشحن (PHEV)، يجمع المحرك الدوار التوربيني مع محرك كهربائي وبطارية غير معلنة التفاصيل، ليولد قوة مذهلة تبلغ 503 حصان (510 PS). لا تقتصر الأرقام المذهلة على القوة فحسب، بل تمتد لتشمل الكفاءة، حيث يمكن للسيارة قطع مسافة 160 كم بالطاقة الكهربائية النقية فقط، ويصل المدى الإجمالي إلى 800 كم بين محطات التزود بالطاقة.
الأكثر ثورية هو التزام مازدا تجاه البيئة. فقد ذهبت الشركة إلى أبعد من مجرد التهجين، إذ تم تزويد Vision-X بتقنية التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) مباشرة من العادم. والأدهى من ذلك هو استخدام وقود محايد للكربون مشتق من الطحالب الدقيقة، ما يعني نظرياً أن السيارة تقوم بتنظيف الهواء أثناء سيرها، وهو مفهوم بيئي رائد يضع مازدا في صدارة الابتكار المستدام.
التصميم الداخلي

أما في الداخل، فتتبنى مازدا مقاربة تصميمية تعاكس التيار الحالي في الصناعة. فبدلاً من اللحاق بسباق الشاشات العملاقة، تقدم Vision-X مقصورة "دراسة في التصميم الحديث" تتميز بالبساطة والتقنية الراقية. تظهر لوحة عدادات رقمية فريدة مقسمة إلى ثلاثة عدادات برسومات مستوحاة من الطراز القديم (Retro-inspired)، تتكامل بانسجام مع نظام معلومات ترفيهي وشاشة للراكب الأمامي. الكونسول الوسطي العريض ومقبض ناقل الحركة الذي يشبه كرة البيسبول، بالإضافة إلى المقعدين الفرديين في الخلف والتنجيد الجلدي الأنيق ثنائي اللون، كلها تفاصيل تؤكد على تركيز مازدا على تجربة القيادة الفاخرة والمترفة بدلاً من مجرد التكنولوجيا الباردة.
Vision-X كوبيه ليست مجرد سيارة مفهوم، بل هي إعلان واضح من مازدا: المستقبل الفاخر يجب أن يكون أنيقاً، وقوياً، والأهم من ذلك، صديقاً للبيئة. لقد عادت تحفة المحرك الدوار لترسم فصلاً جديداً ومثيراً في تاريخ العلامة اليابانية.
إقرأ ايضاً: مازدا CX-30: أكثر سيارة حصلت على جوائز سلامة في السنوات الخمس الماضية