لماذا الحديث اليوم عن لانسيا؟ هل من طرازت جديدة؟ هل عادت إلى عالم رياضة السيارات؟ الجواب: لا. السبب شخصي، ينبع من شغفي ومحبتي بتلك الماركة التي كانت عرابة دخولي عالم السيارات وسبب غرامي، إضافة إلى أنه بالنسبة إلى شريحة كبيرة من الناس تنحصر طرازات الصانع الإيطالي هذا بذاك الخاص بـ دلتا أي الـ انتجرال. أضف إلى ذلك أننا افتقدناها على الطرقات بعد القرار بوقف إنتاجها. لكن تاريخ الصانع حافل بالطرازات المميّزة برومنسيتها وريادتها التصميمية وابتكاراتها المجنونة. وبالرغم من الإخفاقات الكثيرة، نجحت لانسيا في شق مسار فريد من نوعه، إذ ما زالت كواليس عالم صناعة السيارات تضجّ بهمساته ونبض جنونه. سنسترجع معاً شريط أبرز طرازات هذا الصانع الإيطالي التي كلما استذكرناها تغصّ قلوبنا بحسرة غيابها.
فولفيا (Fulvia)
سيارة صغيرة الحجم من فئة كوبيه، مزودة بمحرك V4 ذي زاوية ضيّقة، تدفعها من العجلات الأمامية. طراز HF من هذه الفئة التي تغلب على طراز 911 من بورشه في سباق البطولة الدولية للصانعين، ما يعرف حالياً ببطولة العالم للراليات WRC. وقد استمرت هذه البطولة سنتين، منذ 1970 ولغاية 1972. لم تعد بعدها فولفيا إلى الواجهة إلا في عام 2003، حين ظهرت في حلّة رجعية retro، عبر طراز نموذج لم يبصر النور. لكنه بالرغم من خيبة الأمل بسبب عدم إنتاج هذا الطراز النموذج، كان القرار صائباً في ذلك، لأنه لو أبصر النور لكانت بنيت على خصائص وشاسي طراز بونتو من فيات، التي لا تليق بتاريخ فولفيا، ما قد يشوّه ويحطّم آمال محبّي الماركة الإيطالية.
فولفيا زاجاتو (Fulvia Zagato)
تعاونت لانسيا مع زاجاتو صاحب أغرب تصاميم في عالم صناعة السيارات، فكانت النتيجة غريبة بعض الشيء، إذ تعدّل تصميم فولفيا مرات عديدة قبل أن يرسي على التصميم الذي ترونه في الصورة. فشكلها شبيه بكيس رقائق البطاطا "شيبس"، لكنّه مبني على قاعدة عجلات فولفيا كوبيه المزودة بالتصميم الصفدي، من توقيع زاجاتو، لمؤخرة السيارة. سيارة أعيد إنتاجها في عام 1992 تحت اسم هيينا (Hyena).
دلتا (Delta)
الكل ينسى أن طراز دلتا لا يقتصر على HF انتجرال بل يضم مجموعة من السيارات العادية. تم انتخاب دلتا سيارة العام في أوروبا في الـ1980، حين كانت تندفع بالعجلات الأمامية ومزوّدة بشاحن هواء، يدعم عمل محرك سعة 1.6 لتر، الذي كان أساس إنتاج طراز انتجرال منها.
اوريليا (Aurelia)
سيارة مميزة من لانسيا طبعت خمسينيات القرن الماضي. هي أول سيارة شعبت محرك الـV6، بالإضافة إلى تميّزها بمحور خلفيّ ضمّ علبة السرعات، والفاصل، وجهاز التفاضل، لتأمين أفضل توزيع ممكن للوزن، ما ينعكس إيجاباً على تأدية السيارة، من حيث تماسكها ودقة قيادتها، تماماً مثل طراز فيراري جي تي من تاريخنا الحديث. ولم تكن إلا فيراري هي التي منعت اوريليا من الفوز في سباق Mille Miglia في عام 1951. بعدها، تصدّرت كلّ سباقات Targa Florio في المراتب الثلاث الأول.
ثيما (Thema)
هل سمعتم بـفيراري تندفع بالعجلات الأمامية؟ كانت ثيما، لأنها زوّدت محرّك فيراري 308 المعدّل الذي شمل الأسطوانات. كانت سيارة سريعة بفضل شاحن الهواء، لكنها لم تنجح بسبب تصميمها العاديّ والمملّ. الذين يقدرون جوهرها فقط، أي محرّك الـفيراري، قاموا بشرائها مغلبين القلب على الشكل.
037
نسخة معدلة من طراز مونتي كارلو نتذكرها كآخر طراز يندفع بعجلتين للفوز ببطولة العالم للراليات، قبل أن يدخل نظام الدفع الرباعي " كواترو" من أودي ويعدّل المقاييس، فتأتي مزوّدة بمحرك وسطي الوضعية، مزود بضاغط حجمي مؤلف من 4 أسطوانات، وقادر على أن يولد 265 حصاناً في طرازات الإنتاج الأولى، لترتفع فيما بعد في طراز "ايفو 2" إلى 325 حصاناً. تمّ تصنيع طراز خاص من هذه السيارة للقيادة على الطرقات المعبّدة، ويحمل تسمية سترادالي 200.
LC2
كان هذا الطراز المنتمي إلى مجموعة C في السباقات الرياضية الأقلّ شهرة من بين طرازات الصانع المخصّصة للسباقات، بالرغم من احتوائه على محرك V8 المأخوذ من طراز فيراري 308 والمزود بشاحني هواء. كانت LC2 سيارة أسرع وأقوى من بورشه 962، إضافة إلى تمتعها باستهلاك عالٍ للوقود. لكنّ المشكلة الأساس أنه لم يكن يعوّل على مدة حياة المحرّك. ولقد احتلّت هذه السيارة العتبة الأعلى من منصة التتويج 5 مرات.
بيتا (Beta)
ضمت هذه الفئة أسطولاً طويلاً من السيارات من فئة كوبيه وسيدان وسبايدر وفاستباك (ما يعرف بالـ"ستيشن" اليوم). مشكلة هذه المجموعة من السيارات أن الصدأ كان يأكلها بسرعة، ما دفع بالوكلاء في مناطق بيعها إلى شرائها من مالكيها. المحرك الرياضي لهذه الفئة كانت سعته ليترين، ويولّد 135 حصاناً.
فلامينيا (Flaminia)
اشتهرت لانسيا أيضاً بإنتاج سيارات جي تي العريقة والفخمة مثل الـ فلامينيا. وهي تعدّ تطويراً لطراز اوريليا، الذي توافر على شكل سيارة سيدان. لكنها كانت أجمل ومثيرة أكثر في كلّ من فئتي كوبيه وسبايدر، خاصة في النسخ المعدّلة من مصمّم السيارات زاجاتو.
D50
دخلت لانسيا غمار سباقات الـ فورمولا 1 في خمسينيات القرن الماضي، ومكّنت خوان مانويل فانجيو من الفوز 5 مرات من أصل 14 سباقاً، وسمحت له بالتمتع بلقب بطل العالم للسائقين. عندما انسحبت لانسيا، استلمت فيراري زمام الأمور، لكنها لم تستطع التفوق على 250F من مازيراتي.
إذاً، تاريخ حافل عرفته لانسيا. ومقارنة بواقعها الحالي، فقد كانت الأمور أفضل. فاليوم، فقدت الماركة الإيطالية تلك الروح النابضة والرائدة والمغامرة، وأصبحت سيارة عادية من دون حياة، عكس ما كانت عليه سابقاً تماماً. في القديم، كانت لانسيا على سباق مستمرّ مع الوقت لكي لا تكون مجرّد سيارة أخرى في العالم. واليوم... اختفت إلى غير عودة!