بعدما افتتحت شركة لوتس للسيارات رسمياً أول صالة عرضٍ لها في مملكة البحرين، وعرضت فيها سيارة لوتس إميرا لأول مرة في الشرق الأوسط، كان لـ"سترايف" مقابلة خاصة مع الرئيس التنفيذي لـ"لوتس" جيف داودينج. مقابلة كشف فيها عن بعض الأسرار غير المعلنة من الشركة، وعرض رؤية "لوتس" للسنوات القادمة، خصوصا المستقبل الكهربائي لديها. وإلى أبناء المنطقة العربية، ومحبّي سيارات "السيدان"، هناك مفاجآت بانتظاراكم.
لنتحدّث أولاً عن اختيار البحرين للتعريف عن هوية لوتس الجديدة؟ لماذا البحرين؟
لا أعتقد أنه كان هناك نية كبيرة أن تكون (وجهتنا) البحرين، لكن لدينا شريك رائع في شركة أداماس موتورز، التي عملت معنا في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2018، وهي من قامت بالترتيبات اللازمة للعرض في البحرين. وعليه، اجتمعت إرادتنا معًا وأخذنا القرار بتجربة المركز الأول (مركز البحرين التجاري العالمي)، وهكذا بدأت القصة. كان اختيار الموقع مثاليًا، ونحن مسرورون تمامًا به. المركز هو عبارة عن منشأة رائعة جدا لذلك نحن سعداء وممتنّون للغاية.
إذا سنرى النموذج عينه كما رأينا اليوم، في المنطقة وسائر دول العالم؟
بالفعل، نحن ننطلق دائما من المنتج، ولكن لتسويقه في أسواق جديدة، نقوم بتطوير أنظمة وآليات تصنيع وخدمات لوجستية. من الواضح أيضا، أن الصورة التي نقدم بها نفسنا للعملاء تعنينا بشكل كبير. بناء على ذلك، نحن موجودون في أماكن مختلفة في العالم لكن بطرق مختلفة، لأنه لم يكن لدينا خطط CI (أي ندوات وورش عمل وبرامج تدريب).
بناء على ذلك، إذا كان لديك رؤية عالمية موحدة لعلامتك التجارية، لا تنشرها فقط على الموقع الإلكتروني الرسمي وتكتفي بتقنيات البث، بل يجب أن تكون متواجدًا على الأرض.
هذه هي تجربتنا الأولى في البحرين، وما ستراه (في البحرين) يدل على إنه ليس لدينا النية لتكون صالات العرض والوكالات متشابهة في العالم بل سيكون هناك اختلاف كبير بينها، بسبب الجانب الهندسي أولا، وبسبب احترامنا للثقافة المحلية ثانيا. لذلك، عندما يتم التركيز على جاذبية العلامة التجارية محليًا، تحصل على مشروع رائع ونتيجة رائعة.
لنتكلم عن لوتس إميرا، لقد اخترتم نوعين من المحركات: محرك توربو 2.0 لتر رباعي الأسطوانات من مرسيدس AMG ومحرك V6 فائق الشحن. لماذا انتقلتم إلى خيار 4 أسطوانات؟ لم نرَ ذلك من قبل. كان دائما خياركم محرك V6 من تويوتا.
دعني أقول لك. لقد تم تعديل المحرك من قبلنا. كانت تجربة محرك توربو هي تجربة فريدة لـ"لوتس". لكن السبب الرئيسي الذي دفعنا إلى ذلك هو خيارات الزبائن، أولا من ناحية الانبعاثات إذ توجد بعض الأسواق التي تعتبر فيها الانبعاثات مفتاحًا أساسيًا لاختيار المحركات، فأردنا محرّكًا ربما يكون أكثر سهولة في الاستخدام لأسواق معينة، وثانيا تقديم خيار للزبائن هو ناقل حركة مزدوج القابض ونظام أوتوماتيكي لعلبة التروس.
القرار كله يتمحور حول الزبون، أضف إلى ذلك إنه مدفوع بالتشريعات العالمية حول تخفيض الانبعاثات. وما يتردد على سمعنا من العملاء حتى الآن إيجابي جدا، إذ يقولون إنه أمر رائع ولا يصدّق، وأنا متأكد أن الأسواق ستطمئن لمحرك عالي الأداء بمستوى منخفض من الانبعاثات.
من المعروف أن سيارات لوتس تزن 1.4 طن أو أقل. الآن زاد الوزن. هل هناك تغيير في فلسفة لوتس حول خفض الوزن مع سيارة لوتس إميرا؟
كلا، كلا. لقد كان العظيم كولن تشابمان متمسكا بفكرة أن الوزن الخفيف هو مفتاح للأداء الجيد والديناميكية (تشابمان هو مهندس، مصمم ومخترع سيارات لوتس وكان لديه فلسفة خاصة وهوسًا بتخفيف وزن السيارة بهدف زيادة سرعتها).
إلا أن العملانية هي ميزة يطلبها الزبائن يوميا ويحتاجون إليها، ومن هنا أتت فكرة المقاعد الكهربائية وكل التكنولوجيا المرافقة لتخلق هذا التوازن بين جاذبية السيارة وفخامتها، وهذا التوازن مهمّ للغاية.
ولكن إذا أردت أن تجذب فئة أوسع من الزبائن، فإن الأشخاص الذين يرغبون في استخدام السيارة ليسوا جميعهم موجودين على حلبة السباق، ولكن العديد منهم يريدونها للاستخدام اليومي. كما قلت، كل القصة أن لوتس لم تتخلَّ عن الديناميكية والأداء بل تريد ما يريده الزبائن، سيارة عملية للإستخدام اليومي، ولو أتت ببضعة كيلوجرامات إضافية.
عندما نتحدث عن رؤية 80 Vision لـ"لوتس" للسنوات العشرة المقبلة ، نسمع أحاديث عن سيارة دفع رباعي كهربائية، عن سيدان جديدة، وعن سلسلة جديدة لم نعتد رؤيتها. ما هي خططكم؟
بسياراتها الرياضية الخارقة، تدخل شركة "لوتس" بـ 19000 سيارة إلى سوق ينتج سنويا حوالى 50 مليون سيارة. من هنا، أتت رؤية Vision 80 (يصبح عمر لوتس ثمانين عاما بعد عشر سنوات) نتيجة هذه المنافسة الشديدة التي تحتّم التوجه نحو شرائح جديدة. سياراتنا محدودة لفئات قليلة من العملاء. وإذا كنت ستصبح لاعبًا عالميًا في عالم السيارات، وتدير عملاً مستدامًا وتواكب الصناعة، فعليك دخول أسواق أخرى. وبالطبع، لكي تكون لاعبًا عالميًا، عليك أن تكون ناجحًا في أسواق معينة مثل الصين والولايات المتحدة وألمانيا واليابان وغيرها.
من الطبيعي أن نقطة البداية هي سيارة دفع رباعي، التي ستكون كهربائية بالكامل.
السؤال هنا، هل ستكون السيارة الكهربائية على مستوى أداء "لوتس"؟
نعم، إن أحد الأقسام الرئيسية في فريقنا الهندسي هو قسم يسمى "Attribute" (السمة) ، ولدينا مدير لهذا القسم كان يعمل في هذا المجال منذ 27 أو 28 عامًا. تتمثل مهمته في التأكد من أن كل من هم في قسم التطوير يعرفون تماما هوية "لوتس" وشعور أن تملك سيارة "لوتس".
لذلك، السؤال الأهم هو كيف يحتفظ هؤلاء المُصنّعين المتجهين نحو السيارات الكهربائية على روح السيارة التي عرفها المستخدمون واستمتعوا بها على مدار سنوات عدّة؟ لطالما عرف الناس الفرق الواضح بين سيارة فيراري وبين بنتلي أو رولز رويس. لكن عندما يتعلق الأمر بالسيارات الكهربائية، فإن التحدي يصبح في أهمية الإحتفاظ بخصائص السيارة وهويتها، وهذا هو أحد أسباب تطوير القسم المذكور لدينا.
إذا هي ستكون سيارة "لوتس" فعلية من حيث الأداء؟
نعم، تماما.
ما هي الفئات الأخرى التي تنوون تصنيعها؟
ما تم الإعلان عنه هو سيارة دفع رباعي كهربائية (E-segment SUV)، كوبيه بأربعة أبواب (كروس أوفر على الأرجح)، ثم سيارة دفع رباعي أصغر (D-segment)، ثم السيارة الكهربائية الرياضية والجديدة كليا.
لا سيدان إذا؟
هناك خطة لإنتاج سيدان من أربعة أبواب بعد إصدار سيارة الدفع الرباعي الأولى.
متى ستظهر السيارة الأولى في هذه السلسلة؟
في عام 2022، ستظهر عندما تكون قيد الإنتاج.
أريد أن أتحدث عن التكنولوجيا في السيارات الكهربائية. لقد رأينا سابقا السيارة الحلم، لوتس إيفايا، ذات التكنولوجيا المُطوّرة في بريطانيا، هل سيتم استعمال هذه التقنيات ذاتها في السيارات الكهربائية؟
سيستعمل بعض من هذه التكنولوجيا. سيتم أيضا إدخال التطور التكنولوجي خصوصا الذي يجري حاليًا في الصين ، والتي أعتقد أنها متقدمة في عملية تطوير السيارات الكهربائية. لدينا القدرة على دمج التكنولوجيا الصينية مع الخبرة المتطورة التي نملكها. هكذا هي رحلة التكنولوجيا. إنها تتحرك (نحو الأمام).
ما هي خطط "لوتس" في منطقتنا العربية؟
نحن موجودون في أربعة أسواق عربية هي الإمارات العربية المتحدة، البحرين، قطر والكويت ونريد تعزيز حضورنا وشبكتنا. كما افتتحنا مؤخرا مكتبا جديدا في أبو ظبي، مع دان بالمر، الذي سيكون المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وستكون مهمته في بناء فريق وتطوير وجود العلامة التجارية في المنطقة.
سيكون هناك العديد من الفعاليات والمناسبات التي ستوفر لأبناء المنطقة العربية فرصًا لاستكشاف سيارات "لوتس" وتجربتها. وأقول، توقعوا زيادة وجود علامتنا التجارية في المنطقة.
السؤال الأخير، كيف تخططون لنقل الزبائن من وضع القيادة المعتادة وكل ميزاتها من السرعة وغيرها إلى السيارات الكهربائية ثم إلى سيارات الدفع الرباعي؟
علامة "لوتس" هي علامة معروفة محليا وعالميا. خطتنا أن نطلق سيارة "Emira GT4" في ربيع 2022، وذلك بعد إطلاق نسخة "إميرا" المخصصة للطرقات (Road Car).
من جهة أخرى، نحن نعمل على استراتيجية تطوير المنتج أي تقديم فرص تجارب قيادة للسيارة، مشاركة قصة العلامة التجارية والتعامل مع وسائل الإعلام مثل حضرتك. نحن نعرف أن "لوتس إميرا" ستغيّر قواعد اللعبة من حيث الحجم. من حيث استقطاب الزبائن الذين لم يحظوا بتجربة سيارة "لوتس" من قبل. وهناك أشخاص يرغبون بالفعل في التعرف أكثر إلى "لوتس" لكنهم يحتاجون إلى هذه السيارة التي ستمكنهم من الإرتباط بالعلامة.
على العلامة التجارية أن تبقى متمسكة بهويتها، لا يمكن أن تكون مختلفة كلّيا. عليك أن تتمسك بأشياء عدة كي لا تفقدها خلال هذا الطريق الطويل، والذي يجب أن نسير به خطوة بخطوة ومن دون تسرّع، وهذا ما نفعله حاليا.
إقرأ أيضا: سيارة لوتس إميرا تصل إلى دبي في إطار جولتها العالمية
