منذ بداية تأسيسها كان لبورشه إسم كبير في السوق، نتيجة طرازاتها المميزة وقدرتها على الإبتكار وتصميم طرازات أحدث واكثر روعة من سابقه ووصلت اليوم لتبتكر اول غطاء محرك كهربائي في العالم بطباعة ثلاثية الابعاد. ولكن لشركة بورشه قصة مع رائد الأعمال العالمي وصاحب الثروة التي تضعه في خانة اغنى اغنياء العالم مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس، فما الذي جمع رائد الأعمال بطراز بورشه 959 في الثمانينيات؟!
بورشه 959 في مرحلة التأسيس
عندما أصدرت بورشه سيارة 959 في عام 1986، كانت، دون مبالغة، السيارة الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم وهي من بين 5 من أشهر السيارات الرياضية من حقبة الثمانينيات. تم تطوير 959 كنوع من الإختبار لإثبات أن تصميم المحرك الخلفي 911 يمكن أن يتقدم في المستقبل بدلاً من استبداله بـ 928، كما كانت خطة بورشه الأصلية قبل أن يتولى الأمريكي بيتر شوتز منصب الرئيس التنفيذي للشركة في عام 1980.
تم تطوير هذا الطراز ليجمع بين فكرة سيارة رياضية وسيارة سباق رالي المجموعة ب، فانطلق موديل 959 ليدخل عالم السيارات من خلال محرك مسطح قوي للغاية ومزود بشاحن توربيني مزدوج يتميز برؤوس أسطوانات مبردة بالماء وقوة تبلغ 444 حصانًا و 369 رطلاً - قدمًا من عزم الدوران للأربع عجلات.
خسارة كبيرة رغم القوة
كان الموديل 959 قادرًا على الإنتقال إلى سرعة 60 ميلًا في الساعة في 3.6 ثانية وتحقيق سرعة قصوى تبلغ 196 ميلًا في الساعة ما يساوي 315 كلم بالساعة، وكان ذلك بمثابة ابتكار جديد لم نشهد مثله من حيث السرعة. لكنها كانت أيضًا قابلة للقيادة يوميًا كسيارة ليست فقط مصممة للسباقات.
كان محرك 959 معقدًا للغاية لدرجة أن بورشه خسرت في مكان ما حوالي 500 ألف دولار عن كل سيارة مباعة - ولم تتمكن حتى من السباق في منافسة المجموعة الثانية في الرالي لأنها استغرقت وقتًا طويلاً للوصول إلى اكتمال السيارة في التصنيع. بطريقة ما، على الرغم من تصميم الطراز كان موجّها الطرق الوعرة وكيفية اجتيازها، فقد حصل على لقب أسرع سيارة إنتاج في العالم.
دخول بيل غيت على الخط
لذلك، كان على الرجل الذي جنى المليارات كمؤسس مشارك ومدير تنفيذي لمايكروسوفت أن يضع يديه على بورشه 959. يبدو أن بيل جيتس قد أحب سيارته 930 توربو ولذا طلب 959 جنبًا مع زميله في العمل وأحد مؤسسي Microsoft بول ألين. كانت المشكلة الوحيدة هي أن بورشه لم تخطط لإضفاء الطابع الفيدرالي على 959 وتصديرها إلى الولايات المتحدة.
وبما ان بيل جيتس كان مصراً على الحصول على هذا الطراز، حاول هذا الأخير الالتفاف على القواعد مستخدماً شهرته، فقرر وألين وجيري سينفيلد استيراد سيارات 959. لسوء الحظ، لم يستطيعوا ذلك لأن النموذج لم يتم اختباره على صعيد التصادم والسلامة، ولم يمر على قوانين الانبعاثات وبالتالي اذا استوردوها سيتم الحجز عليها.
الحل في جعبة بيل جيتس
لا أحد يستطيع أن يلوم بورشه لعدم رغبتها في التضحية بأربعة نماذج من طراز 959، الذي بالأصل تم بناء 345 منها فقط، وكل ذلك لبيع سيارة ستخسر فيها الشركة أموالها في أمريكا. ولكن كما هو الحال دائمًا، استثمر ما يكفي من المال لحل مشكلة سيظهر حل في مكان ما، ومن المؤكد أن بيل جيتس لديه ما يكفي من المال لتحقيق ذلك.
كان الحل الوحيد لبيل جيتس ومحاميه اللجوء لفكرة تحويل السيارة لهدف العرض، بما ان القانون يسمح بدخول السيارات من دون الخضوع لكل هذه الإختبارات التي تخص السلامة والإنبعاثات في حال كان الهدف عرضها فقط وليس قيادتها. وبالتالي نجح في ذلك واستورد السيارة رغم انه لم يستطع قيادتها، وكانت هذه من بين القصص المحفورة في تاريخ السيارات الحديث تماماً مثل قصص أخرى كقصة بيك اب شيفروليه من منتصف القرن الماضي يتحول إلى هوندا!
إقرأ أيضاً: RWB تجعل من سيارات بورشه وحوشاً في الأداء والمظهر