نرى في الصورة أمامنا شاحنة عملاقة تدعى Bear Foot تقوم بسحق صف من السيارات وتحولها إلى أكوام من المعدن الملتوي في إعلان تجاري عام 1990 غير أن سيارة فولفو صمدت أمامها.
حملة إعلانية جريئة
جنون إعلاني حدث منذ أكثر من ثلاثين عامًا، كان من الممكن أن يدمر علامة تجارية تحظى باحترام عالمي. ففي سنة 1990، كانت صناعة السيارات في غاية التنافس، والشركات تتحدى بعضها البعض بهدف جذب الانتباه، لذلك قررت حينها شركة فولفو، وهي علامة تجارية سويدية معروفة بأمانها وموثوقيتها، القيام بحملة إعلانية جريئة.
كنت الفكرة، التي ابتكرتها وكالة الإعلانات Scali, McCabe, Sloves في نيويورك والتي وتقوم بالحملات الاعلانية لفولفو، جريئة على أقل تقدير. لقد قدمت إعلانًا تجاريًا يضم سيارة فولفو 940 تصمد أمام شاحنة عملاقة تقوم بدهس مجموعة من المركبات، وقد كانت الرسالة الأساسية في هذا الاعلان: "فولفو.. السيارة التي يمكنك الاعتماد عليها، حتى عندما تصبح الأمور صعبة".
جمهور مدفوع الاجر
تم تصوير الإعلان أمام جمهور مدفوع الأجر في أوستن، تكساس، وأظهر الإعلان كما ذكرنا شاحنة عملاقة وهي تدمر مجموعة من السيارات باستثناء سيارة فولفو وحيدة. هذا وتبين أن فولفو المستخدمة في اللقطة الأخيرة قد تم تعديلها بشكل كبير لتحمل السحق، بينما تم إضعاف سيارات المنافسة بشكل مقصود
انتشرت أخبار التعديلات المزعومة إلى وسائل الإعلام، مما تسبب في كابوس لدى شركة فولفو، وقد واجهت شركة صناعة السيارات السويدية اتهامات بالخداع والتلاعب، مما عرض صورتها للخطر، كما واجهت Scali, McCabe, Sloves ضغوطًا متزايدة من وسائل الإعلام والجمهور
أضرار معنوية ومادية
كان للحادث تأثير دائم على كل من فولفو و Scali, McCabe, Sloves. ومع ذلك، فإن الضرر الذي لحق بشركة فولفو في الولايات المتحدة كان أكبر بكثير من مجرد الغرامة والإذلال العلني.
كان هذا الخطأ بمثابة هدية عظيمة لشركات صناعة السيارات اليابانية، التي كانت قد بدأت في الحصول على موطئ قدم في سوق السيارات العائلية في الولايات المتحدة.
وبعد خمسة أشهر من اندلاع الفضيحة، استقالت شركة SMS من حساب فولفو، مما أدى إلى خسارة حوالي 50 وظيفة في الوكالة. وفي عام 1993، تم شراء شركة SMS من قبل شركة Lowe Worldwide التابعة لشركة Interpublic مقابل 55.5 مليون دولار وتم دمجها في شركة Lowe and Partners.