نرى في الصورة اعلاه سيارة البجعة أو Brooke Swan Car والتي صنعها الاسكتلندي الغريب الأطوار والثري روبرت نيكول ماثيوسون، الذي عاش في كلكتا في أوائل القرن العشرين، عاصمة ما كان يعرف آنذاك بالهند البريطانية. وقد أراد ماثيوسون أن يصدم النخبة المحلية هناك بسيارته، ومن المؤكد أنه نجح في ذلك.
السيارة الغريبة
غالبًا ما توصف سيارة البجعة، أو سيارة Brooke Swan Car التي تم إنتاجها عام 1910 بأنها أول سيارة مخصصة في العالم وعمل فني لا لبس فيه، وقد كانت وممتلئة بـ "التكنولوجيا" المذهلة في ذلك الوقت.
يعود الفضل في وجود هذه السيارة هذه إلى الاسكتلندي روبرت نيكول ماثيوسون، وهو مهندس ثري للغاية وغريب الأطوار يعيش في الهند البريطانية. من الواضح أن ماثيوسون كان يتمتع أيضًا بروح الدعابة الفريدة، لذلك توصل إلى فكرة أن يبني لنفسه أغرب سيارة شاهدتها النخبة البريطانية التي تعيش في كلكتا في تلك المرحلة.
ومن أجل ذلك، لجأ إلى شركة بناء السفن Brooke Marine، ومقرها المملكة المتحدة، والتي باتت أيضاً مهتمة بصناعة السيارات. لم يتم بناء أكثر من اثنتي عشرة سيارة من سيارات Brooke، وكان من بينها سيارة Swan Car. لقد بدأت هذه المركبة كسيارة سيدان بمحرك 6 أسطوانات بقوة 30 حصانًا ومزودة بناقل حركة ثلاثي السرعات، كما وكانت السرعة القصوى لها 69 كلم/ الساعة. في ذلك الوقت، كانت تكلفة سيارة Brooke أغلى بـ 10 مرات من تكلفة سيارة رولز رويس.
مزايا السيارة البجعة
البجعة التي تظهر على غطاء المحرك مصنوعة من الخشب، لذا فإن السيارة تزن أكثر من 3000 كجم. هذا وتمت تغطية الجزء الخلفي من السيارة بزهور الزنبق، كما وجاءت مقابض الأبواب على شكل سمكة. إضافة إلى ما ذكرنا، يمكن أن ينفتح منقار البجعة، الأمر الذي يجعلها تنفث الماء المتبخر مباشرة من نظام تبريد المحرك لإبعاد المشاة عن الطريق. إن الفكرة غير لائقة بالمعايير الحديثة، ولكن من الواضح أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للسيد ماثيوسون.
مقصورة السائق مغلقة جزئياً، ولكن الجزء الخلفي، حيث يجلس الراكب، ليس كذلك. هذا ويمكن التواصل بين المساحتين عن طريق نظام التلغرام. أما مقصورة الركاب فتأتي مكسوة بأرقى أنواع الحرير الهندي وتحتوي على أقدم نظام تكييف هواء على الإطلاق، كما يوجد في السيارة أيضًا لوحة مفاتيح صغيرة تتحكم في بوق غابرييل ذي الثمانية نغمات والذي يتم تنشيطه بالعادم والمثبت على جانبي السيارة، مما يسمح له بجعل البجعة تغني. قائمة الأدوات لا تنتهي هنا أيضًا. تتوهج عيون البجعة باللون الكهرماني، في حين تواجدت فرشاة كبيرة للحفاظ على نظافة العجلات من روث الفيل.
الشرطة منعت السيارة من التحرك
تسببت السيارة في حالة الذعر في الشوارع، مما اضطر الشرطة إلى حظرها، لذلك وبتكلفة تتراوح بين 10000 جنيه إسترليني إلى 15000 جنيه إسترليني (أي حوالي 1.9 مليون دولار و2.8 مليون دولار بأموال اليوم)، أصبح لدى ماثيوسون سيارة لم يعد بإمكانه استخدامها، لذلك قرر حينها أن يبيعها.