نرى في الصورة أعلاه أول نظام ملاحة في العالم يستخدم في السيارة والتي اعتمدته شركة هوندا في العام 1981 في مركبتها الشهيرة أكورد.
هوندا تصنع التاريخ
في عام 1981، صنعت هوندا التاريخ في عالم صناعة السيارات من خلال تقديم أول نظام ملاحة داخل السيارة وهو الـ Electro Gyrocator. كانت هذه التكنولوجيا الرائدة بمثابة قفزة كبيرة إلى الأمام، حيث أرست الأساس لأنظمة الملاحة المتطورة التي نعتمد عليها اليوم.
يمثل الجيروسكوب الكهربائي، الذي ظهر لأول مرة في سيارة هوندا أكورد في اليابان، مزيجًا بين السيارات والتكنولوجيا. كما أنه وعلى عكس الأنظمة التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي GPS اليوم، لم يعتمد نظام الملاحة المبكر هذا على الأقمار الصناعية لتحديد المواقع، لا بل على حركة السيارة.
كيف يعمل الجهاز؟
يسمح الجهاز للسائقين بإدخال وجهتهم، بعدها سوف يقوم النظام بحساب المسار، وتوفير تعليمات خطوة بخطوة من خلال شاشة تناظرية، فيُصار إلى توجيه السائقين من خلال سلسلة من الأسهم. لكت وفي حين أن الجيروسكوب الكهربائي كان يفتقر إلى الراحة التي توفرها شاشات اللمس وأنظمة التوجيه الصوتي الموجودة اليوم، إلا أنه كان ابتكارًا رائعًا في وقته.
كما أنه وفي عصر ما قبل الإنترنت، وصور الخرائط الرقمية على نطاق واسع، قدم الجيروسكوب الكهربائي لمحة عن مستقبل الملاحة. هذا وكان النظام بمثابة شهادة على التزام هوندا بدفع حدود تكنولوجيا السيارات إلى الأمام لتسهيل القيادة على السائق. إلا أن اعتماد هذا النظام كان محدوداً بسبب تعقيداته وتكلفته وغياب قاعدة بيانات شاملة للخرائط الرقمية.
لحظة محورية في تاريخ السيارات
مع التقدم سريعًا إلى الوقت الحاضر، أصبحت أنظمة الملاحة في السيارة جزءًا لا يتجزأ من تجربة القيادة. لقد مهد الجيروسكوب الكهربائي البدائي في هوندا أكورد 1981 الطريق لتطور أنظمة الملاحة GPS المعتمدة على الأقمار الصناعية. هذا وأدت التقنيات المتقدمة مثل الخرائط الرقمية، وبيانات حركة المرور في الوقت الحقيقي إلى تغيير الطريقة التي نتنقل بها على طرقاتنا.
ما بدأ كنظام مرهق إلى حد ما تطور إلى واجهات أنيقة وسهلة الاستخدام مع شاشات اللمس والتعرف على الصوت. اليوم لا ترشدنا أنظمة الملاحة الحديثة في السيارات إلى وجهاتنا فحسب، بل توفر أيضًا معلومات حول نقاط الاهتمام القريبة ومحطات الوقود. هذه الميزات مثلاً لم تكن متواجدة في نظام الملاحة في هوندا في بداية الثمانينات إلا أن ما النظام قدمه حينها كان محط فخر للسائق.
إذاً كان تقديم الجيروسكوب الكهربائي في عام 1981 بمثابة لحظة محورية في تاريخ السيارات، فهو أدى إلى ثورة في تكنولوجيا الملاحة، كما ساعد شركات صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا للاستثمار في البحث والتطوير، مما أدى إلى دمج أنظمة الملاحة المتطورة بشكل متزايد في المركبات.
مثّل الجيروسكوب الكهربائي نقطة البداية لثورة الملاحة التي أعادت تشكيل علاقة السائق بالطريق وجعلت الانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب أكثر سهولة من أي وقت مضى.
اقرأ أيضاً: لعشاق الأوف رود هذه هي أفضل اجهزة GPS للطرق الوعرة