كانت مازدا EX-005 الغريبة، التي تم الكشف عنها في معرض طوكيو للسيارات عام 1970، سيارة نموذجية رائدة عرضت رؤية مازدا لمستقبل النقل الحضري. تميزت هذه المركبة بتصميمها الفريد وميزاتها المبتكرة، كما وكانت مميزة عن أي مركبة أخرى على الطريق في ذلك الوقت.
مركبة على شكل فقاعة
كانت سيارة مازدا EX-005 مركبة صغيرة على شكل فقاعة تشبه كرسي المكتب أكثر من كونها سيارة. تم ترتيب عجلاتها الأربع في نمط "ماسي"، مما يسمح لها وبسهولة تامة على المناورة الاستثنائية.
هذا وتميزت المقصورة الداخلية للمركبة الغريبة بأربعة مقاعد مرتبة في تكوين ظهر لظهر، مع مواجهة الركاب للخارج للزجاج الأمامي المنحني البانورامي. كان الهدف من هذا التصميم غير التقليدي هو زيادة المساحة الداخلية وتوفير تجربة قيادة فريدة من نوعها.
إضافة إلى ما ذكرنا، كانت مازدا EX-005 مركبة هجينة، تعمل بمزيج من محرك دوار ومحركات كهربائية. يشحن المحرك الدوار البطاريات، والتي بدورها تعمل على تشغيل المحركات الكهربائية. لقد قدم هذا النظام الهجين لمحة عن مستقبل تكنولوجيا السيارات في ذلك الوقت، حيث أظهر إمكانية الجمع بين مصادر طاقة مختلفة لتحسين الكفاءة وتقليل الانبعاثات.
مفهوم رؤيوي
على الرغم من أن سيارة مازدا EX-005 لم تدخل خط الإنتاج مطلقًا، إلا أنها كانت بمثابة تجربة قيمة لشركة مازدا، كما وأظهر التصميم المبتكر للهيكل الخارجي ونظام نقل الحركة الهجين التزام الشركة اليابانية هذه باستكشاف التقنيات الجديدة ودفع حدود هندسة السيارات. وصحيح أن EX-005 ربما لم تكن لتحقق نجاحًا تجاريًا، إلا أن تأثيرها يمكن رؤيته في طرازات مازدا اللاحقة، والتي تضمنت الكثير من مبادئ التصميم والتكنولوجيا نفسها.
تبقى مازدا EX-005 قطعة رائعة ومميزة من تاريخ السيارات، كما لا يزال تصميمها الفريد وتقنياتها المبتكرة ونهجها التقدمي في النقل الحضري يلهم ويأسر عشاق السيارات في كل أنحاء العالم.
هل هي أول سيارة هجينة؟
أول سيارة هجينة في التاريخ تُعتبر السيارة التي اخترعها المهندس الألماني فرديناند بورشه في عام 1900، والتي كانت تُسمى Lohner-Porsche Mixte. كانت هذه السيارة مزيجًا بين محرك بنزين ومحرك كهربائي، مما يجعلها أول سيارة هجينة معروفة.
كانت السيارة تعمل بمحرك بنزين لتوليد الطاقة، والتي كانت تُستخدم لشحن بطارية تشغل محركًا كهربائيًا. هذا المحرك الكهربائي كان بدوره متصل بالعجلات الأمامية، ما يجعل السيارة هجينة بنظام دفع أمامي.
بالرغم من أن هذه التقنية لم تنتشر في ذلك الوقت بسبب القيود التكنولوجية وتوافر الوقود الرخيص، إلا أن بورشه وضع الأساس لفكرة السيارات الهجينة، التي أصبحت شائعة اليوم مع الاهتمام المتزايد بالطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات.
فيما بعد، ومع تطور التكنولوجيا، شهدنا في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ظهور سيارات هجينة تجارية ناجحة مثل تويوتا بريوس التي تم إطلاقها في عام 1997، والتي تعتبر من أشهر السيارات الهجينة في العصر الحديث.
اقرأ أيضاً: فيديو.. سيارة أرضية ينبثق منها طائرة صديقة للبيئة