أعلنت شركة رينو عن ميزة رائدة في موديلاتها القادمة والتي ستقيم قدرات السائقين على القيادة من خلال درجات تتراوح بين 0 إلى 100 نقطة. هذا الابتكار، الذي يهدف إلى تعزيز القيادة الآمنة وتحسين أداء السائق، يشير إلى التحول نحو دمج التكنولوجيا الذكية مع عادات القيادة. مبادرة رينو هي جزء من الاتجاه الأوسع لصناعة السيارات نحو مستقبل أفضل حيث لا تساعد السيارات السائقين فحسب، بل تقوم أيضًا بتقييم وتحسين مهاراتهم في القيادة.
الدافع هو السلامة
سيستخدم النظام الذي تنفذه رينو مجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات والبرامج التي تراقب جوانب مختلفة من القيادة، فتطال كل من التسارع والكبح والانعطاف والسرعة والالتزام بقواعد المرور. ثم تتم معالجة البيانات التي تم جمعها وتحللها بواسطة نظام السيارة الموجود على متنها، وهنا يُصار إلى تقديم درجة للسائق بناءً على الأداء والسلامة والكفاءة.
أحد الدوافع الرئيسية وراء هذه المبادرة هو السلامة. وفقًا لشركة رينو، تم تصميم النظام لمساعدة السائقين على أن يصبحوا أكثر وعيًا بكيفية تأثير عاداتهم على سلامة الطريق. على سبيل المثال، قد يؤدي التسارع العدواني أو الكبح القاسي أو تجاوز حدود السرعة أو الانتقال من خط إلى آخر بشكل خطر إلى خفض درجة السائق، مما يدفعه إلى تعديل سلوكه. ومن المتوقع بمرور الوقت أن تؤدي هذه الملاحظات المستمرة إلى عادات قيادة أكثر أمانًا، مما يقلل في النهاية من احتمالية وقوع الحوادث.
ما دور البيئة؟
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون النظام مفيدًا بشكل خاص للسائقين عديمي الخبرة أو المعرضين لسلوك القيادة المحفوف بالمخاطر. من خلال تقديم ملاحظات بناءة ودرجة قابلة للقياس، تهدف رينو إلى جعل السائقين أكثر وعيًا بأخطائهم وتزويدهم بحافز للتحسين.
بخلاف السلامة، تم تصميم نظام التسجيل الخاص بشركة رينو أيضًا لتعزيز القيادة الأكثر كفاءة وصديقة للبيئة. يتأثر استهلاك الوقود بشكل كبير بعادات القيادة، حيث تؤدي القيادة السلسة والثابتة غالبًا إلى توفير للوقود مقارنة بالقيادة العدوانية. من المرجح أن يأخذ نظام التسجيل هذا الأمر في الاعتبار، مما يشجع السائقين على الحفاظ على سرعات ثابتة وتجنب التسارع غير الضروري واستخدام الكبح بشكل فعال للحفاظ على الوقود.
مخاوف من خرق الخصوصية
في حين تقدم هذه الميزة الجديدة الكثير من الفوائد، إلا أنها تثير أيضًا تساؤلات حول خصوصية البيانات وكيفية استخدام المعلومات التي تم جمعها. سيجمع النظام كمية كبيرة من البيانات حول عادات السائقين، والتي يمكن مشاركتها مع شركات التأمين أو القييمين على القانون. قد يؤدي هذا إلى مخاوف بشأن مراقبة السائقين وما إذا كانت البيانات ستُستخدم لمعاقبتهم من خلال أقساط التأمين الأعلى أو الغرامات.
هذا وأكدت شركة رينو للعملاء أن بياناتهم سيتم التعامل معها بأمان وشفافية، مع خيارات الانسحاب من مشاركة البيانات إذا اختاروا ذلك. ومع ذلك، فإن صعود السيارات المتصلة والكمية المتزايدة من البيانات التي تجمعها ستبقى موضوعًا للمناقشة مع قيام شركات صناعة السيارات بتقديم المزيد من الميزات مثل نظام رينو.
يعد هذا النظام من رينو جزءًا تحول واضح نحو المركبات الذكية المتصلة التي لا تساعد السائقين فحسب، بل والتي تراقب سلوكهم وتقيمه أيضًا. يمكن أن يكون هذا النظام مفيدًا بشكل خاص في تشجيع القيادة الأكثر أمانًا والصديقة للبيئة، ويمكن أن يمهد الطريق لشركات صناعة السيارات الأخرى لتبني تقنيات مماثلة.
اقرأ أيضاً: رينو 5 إي تيك تتحول إلى سيارة مكشوفة عصرية ولكن.. رقميًا فقط