في تاريخ بوجاتي، لا يُقاس التفوق بالسرعة القصوى فحسب، بل بالندرة والفن المطلق الذي يختبئ تحت الغطاء. وفي عام 2020، ظهرت "بوليد" كسيارة مفهوم تجاوزت حدود الواقع، لتتحول سريعاً إلى وعد جريء: سيارة سباق حقيقية على عجلات، مخصصة للمسارات فقط. اليوم، اكتمل هذا الوعد، وأعلنت بوجاتي عن تسليم النسخة الأخيرة من هذا الطراز الخارق، لتكون ختاماً مهيباً لسلسلة إنتاج اقتصرت على 40 وحدة فقط حول العالم.
هذه السيارة الأخيرة ليست مجرد رقم في السلسلة، بل هي تحفة فنية مُلهمة، تجمع بين التكنولوجيا الفائقة لعام 2025 وروح سباقات بوجاتي الأسطورية في ثلاثينات القرن الماضي.
وداعاً W16: القوة المجنونة التي لا تُقهر
تُعد "بوليد" واحدة من آخر السيارات التي غادرت مصنع "مولشيم" (Molsheim) وهي تحمل قلب بوجاتي النابض: محرك W16 رباعي التوربو سعة 8.0 لتر. هذا المحرك، الذي أصبح رمزاً لقوة العصر الحديث، يولد في بوليد قوة تصل إلى 1578 حصاناً، وعزم دوران يبلغ 1179 رطل قدم.
ولكن السر الحقيقي وراء أداء بوليد لا يكمن فقط في محركها، بل في رشاقتها المذهلة. فبفضل هيكلها المصنوع بالكامل من ألياف الكربون المُعدة خصيصاً للمسارات، يبلغ وزنها 1450 كجم فقط. هذا المزيج من القوة والوزن الخفيف يسمح للسيارة بالانطلاق من 0 إلى 100 كم/ساعة في 2.2 ثانية، وتجاوز حاجز 300 كم/ساعة في 11.5 ثانية، لتصل إلى سرعة قصوى تلامس 380 كم/ساعة. إنها أقرب ما يمكن لمالك خاص أن يشتريه من سيارات لومان للتحمل.
اللمسة الأخيرة: تكريم للتاريخ بالأزرق الأسطوري
النسخة الأربعون والأخيرة هي احتفال شخصي بالتراث. قام بطلبها جامع سيارات مرموق، يمتلك في مرآبه سيارة بوجاتي Type 35 الأسطورية، وهي واحدة من أيقونات السباقات التاريخية للعلامة. وقد استوحت "بوليد" الأخيرة تفاصيلها مباشرة من تلك المتسابقة القديمة.
تأتي السيارة مطلية بثلاثة ظلال مذهلة من اللون الأزرق: الأزرق الأسود (Black Blue)، والأزرق الليوني الخاص (Special Blue Lyonnais)، وأزرق البحيرة (Lake Blue). هذا المزيج الأنيق ليس مجرد خيار لوني؛ إنه نفس نظام الألوان الذي يزين سيارة "فيرون غراند سبورت" (Veyron Grand Sport) المملوكة لنفس العميل، مما يخلق رابطاً فنياً وتاريخياً نادراً بين سياراته.
يقول كريستوف بيشون، رئيس بوجاتي: "هدفنا كان إنشاء سيارة يمكنها الأداء ببراعة على حلبة السباق، وفي الوقت نفسه تستحق أن تكون جزءاً من أرقى مجموعات السيارات في العالم".
ومع اختتام مشروع بوليد، تطوي بوجاتي صفحة محرك W16، لتتجه نحو المستقبل مع طراز "توربيون" (Tourbillon) الهجين الذي يعمل بمحرك V16. لكن "بوليد" ستبقى في الذاكرة كصرخة الوداع الهائلة لهذا المحرك العظيم، وكأثر فني هندسي لا يُقدر بثمن. إنها ليست مجرد سيارة، بل هي وعد نفذته بوجاتي بأن العبث الهندسي يمكن أن يرتقي إلى مستوى الفن الخالد.
إقرأ ايضاً: ليجو تكشف عن أحدث سياراتها الخارقة بوجاتي سنتوديتشي
