اشتهرت فكرة المكاتب المفتوحة بعد أن روجت لها شركة غوغل التي نجحت بتبني الفكرة وجعلها من العناصر المساهمة في انشاء شركة ناجحة وفي خلق فريق متناغم في العمل.
لكن هذه الانواع من المكاتب تدمر خصوصيتك وأمانك، فكيف يمكن أن تحقق التركيز المطلوب في العمل والخصوصية التي تحتاج اليها اذا لم يكن هناك جدران بينك وبين زملاء العمل!
ففي المكاتب المفتوحة ستنخرط بدون انتباه في أحاديث الزملاء الخاصة بالعمل والخارجة عنها وستستمع لقهقهات البعض والموسيقى الخارجة من هواتف الآخرين وحاسوبهم. هذا الأمر سيقلل من تركيزك وانتاجك بسبب الأفكار المتشتتة.
واذا اختار البعض أن يلزم الهدوء وأن يركّز في عمله فالآخرين سيقومون بالضحك أو بالتحدث ولن تستطيع أخذ راحتك في تصرفاتك أمام الآخرين بسبب عدم توفر الخصوصية اللازمة ما سيؤدي إلى الإنزعاج بين الآخرين.
لكن الأمر ليس كذلك دائماً فبإمكان المكاتب المفتوحة خلق جو منتناغم بين الموظفين ما يعزز ابداعهم وما يجعلهم قادرين على ابتكار أفكار جيدة.
فهل ترى أن المكاتب المفتوحة خياراً جيداً للعمل؟
المكاتب المفتوحة سلاح ذو حدين
هناك جانب إيجابي وجانب سلبي لهذه الأنواع من المكاتب، فالجانب الإيجابي كله يخص صاحب العمل حيث توفر هذه المكاتب أموالاً طائلة على الشركات، بينما يكمن الجانب السلبي في كونها تدمر قدرتك على التركيز وتقلل من إنتاجيتك.
هل المكاتب المفتوحة تُحسن التواصل بين زملاء العمل؟
وجدت الكثير من الشركات في هذه الأنواع من المكاتب خطوة نحو تحسين التواصل، إلا أن الأمر تحول بعد ذلك إلى فشل كبير، حيث أجرت كلية هارفارد للأعمال دراسة عام 2018 حول هذا الأمر فوجدت أن هذه المكاتب تؤدي إلى انخفاض التواصل المباشر بنسبة 70%!
انعدام الخصوصية
يؤدي المكتب المفتوح إلى زيادة احتمالية العبث في ممتلكاتك، ففي بعض المكاتب لا يوجد حاجز مادي بينك وبين زميل العمل الذي من الممكن أن يكون مؤذي نفسياً بالنسبة لك، فبمجرد أن يعبث هذ الشخص في ممتلكاتك، أعلم أن ذلك سيضايقك وسيؤدي إلى انعدام الثقة بينكما، خاصة اذا كنت تعاني من وسواس قهري.
ومن الممكن أن تشعر بعدم الراحة في حال عدم وجود "كيمياء" بين الزملاء وخاصة اذا كنت تعمل مع أشخاص سامين ومزعجين يعلقون على تصرفاتك أو يراقبون مكتبك أو يتدخلون في عملك.
غياب متكرر
دعني ألفت نظرك نحو نقطة هامة... تخيل أنك تعمل في مكان مفتوح: ضوضاء لاتنتهي ومضايقات من الزملاء وخصوصية وأمان منعدمان... هذا كله بالتأكيد سيؤدي إلى ارتفاع ضغط دمك ومن ثم التعب، وهذا بالضبط ما حدث في بعض الحالات اذ تعرض الموظفون إلى تدهور في صحتهم وأدائهم، وبالتالي إلى مزيد من حالات الغياب بسبب المرض.
الحل النهائي لهذه المكاتب
يرى البعض أن الحل في توفير واحد أو اثنين من "أماكن العمل الهادئة" للأشخاص الذين لا يستطيعون العمل في الضوضاء، ويرى البعض الآخر أن إيقاف هذه الأنواع من المكاتب هو الحل، ولكن يظل القرار في يد صاحب العمل.. فإذا كنت صاحب عمل فعليك التفكير في الموظف أولاً.
اقرأ أيضاً: انتبه الى هذه الاخطاء في النادي الرياضي!