قد يرى أغلبنا أن استخدام الحواسيب في لأجل إنفاذ القانون أمر لن نراه سوى في أفلام الخيال العلمي، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، بدأت العديد قوات محاربة الجرائم في استخدام الخوارزميات المصممة لمعرفة أين ومتى يحتمل أن تقع الجرائم، ما يعرف بالشرطة التنبؤية (Predictive Policing).
عادة ما يمكن منع الجرائم من خلال تحديد أنماط محددة قد يصعب على البشر تمييزها أثناء تلاقي آلاف القضايا يومياً، ولكن الأمر أبسط للحواسيب القادرة على استخدام تقنيات تحليل بيانات تعمل بخوارزميات قادرة على مساعدة ضباط الشرطة في معرفة أين ومتى يحتمل أن تقع الجريمة عبر مجموعة قواعد، حيث يستطيع النظام على سبيل المثال تحليل بيانات عدة أعوام من الجرائم في موقع محدد لمعرفة أنماط الجريمة التي تحدث به، ليتم مطابقة نمط الجريمة الأحدث بالأنماط السابقة كي يتم معرفة أين يحتمل أن تقع الجريمة المشابهة التالية، ما يمكن أيضاً أن يساعد بمعرفة مدى قابلة الشخص أن يعود لعالم الجريمة بعد الإفراج عنه.
حققت الشرطة التنبؤية مؤخراً تقدم كبير مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث تحاول العديد من الدول والشركات استغلال هذه التقنيات لتحسين القدرة على التنبؤ بالجرائم، حيث أظهر دبي خاصة مدى عزمها على صنع أذكى قوة شرطة في العالم، وهو ما يتسارع مؤخراً بفضل الذكاء الاصطناعي.
أعلنت شرطة دبي مؤخراً إلى أن نظامها الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي أدى لاعتقال أكثر من 100 مجرم مطلوب بنجاح منذ بداية عام 2018 الماضي، حيث يتضمن مشروع القسم أجهزة ذكية متقدمة تساعد على خفض معدل الجريمة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.
يأتي هذا المشروع من شرطة دبي كجزء من استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي الموجه لتوفير كافة خدمات الشرط الممكنة لمحاربة الجريمة بالمدينة، حيث يجري حالياً تعديل العديد من البرامج والمشاريع كي يعتمد الاعتماد على تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كلي بحلول عام 2031.
تهدف هذه الاستراتيجية لصنع بيئة عمل توازن بين الذكاء الاصطناعي والعنصر البشري، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالجرائم والتحقيقات في مجال الطب الشرعي وعمليات الشرطة بجانب تحسين معدل أمان المرور والطرق، لتكون الإمارات العربية المتحدة هي الأولى عالمياً من حيث الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات، بجانب التركيز على تحقيق أهداف تتضمن إسعاد المجتمع عبر توفير خدمات الشرطة مستقبلاً بكل أسهل لكافة المواطنين لجعل دبي مدينة آمنة من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي أيضاً في إدارة الأزمات والكوارث، بما يساهم في إدارة الحشود في حالة أي مشكلة ضخمة.
هذا وتقدم تقنيات الذكاء الإصطناعي أيضاً استجابة سريعة ودقيقة عند الرد على العملاء بمختلف اللغات، بجانب تحسين كفاءة ضباط الشرطة وعدة فوائد أخرى، ما يساهم في مشاركة العميد خالد ناصر الرزوقي، المدير العام لقسم الذكاء الاصطناعي بشرطة دبي، في المعرض العالمي للذكاء الاصطناعي المخطط عقده في دبي يومي 24 و25 مارس، ما سيجمع الكثير من خبراء الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات ورواد التقنيات، بجانب الكثير من الشركات الناشئة والمستثمرين والباحثين والأكاديميين.