لستُ وحدي في هذا العالم التي تلاحظ نظرة الرجال للسيارات وعلاقتهم بها، فأنا شبه متأكدة بأن معظم النساء تلاحظن مدى اهتمام الزوج أو الشريك بالسيارة.
أنا مثلاً ألاحظ دائماً أن الرجال يطورون علاقة حميمة ومقدسة مع سيارتهم، أيٍ كانت السيارة، وقد شهدت هذا الأمر مع رجلين في حياتي: والدي وشريكي.
والدي يعشق السيارات، وقد غيّر أكثر من 10 سيارات في حياته، ففي طفولتي، كانت سيارة بي ام دبليو الفئة الثالثة طراز عام 1993 هي هوسه الأكبر، وكان يخصص وقتاً للإهتمام والعناية بها.
وكنتُ أشعر دائماً أن والدي يعرف عن تفاصيل السيارة أكثر مما يعرف تفاصيل عن والدتي، وليومنا هذا يُذكرني بتغيير زيت سيارتي الشخصية وفحص الاطارات والفرامل، وفي بعض الأحيان يقوم بمراقبة الخدوش فيها، رغم انها سيارتي.
والمشكلة لا تقتصر على والدي، فقد لاحظت ذلك في شريكي أيضاً الذي لديه هوس بالسيارات لدرجة أنه يتذكر تواريخ معينة وأحداث في حياته بحسب السيارة التي يقتنيها، فضلاً عن أنه يعرف أسماء السيارات وتواريخ صنعهم أكثر من التواريخ المهمة في علاقتنا.
تعبتُ من هذا الأمر، فشريكي يهدر وقت كبير على سيارته ويضع ميزانية كبيرة علىيها وعلى تعديلها، فهو مهووس برحلات الأوف رود التي يستخدم بها سيارة الـ رانجلر المعدلة الخاصة به، فضلاً عن أننا قضينا نهار الأحد الماضي في التفتيش على سيارة بيتل كلاسيكية من فولكس واجن فقط لأنه يُريد استعادة ذكرياته من خلالها.
وبالطبع إن قيادتي لسيارته الخاصة شبه مستحيل لأنه يخاف عليها، فضلاً عن أن التجربة سيئة لي بما أنني أتوتر طوال الوقت تجنباً لأي خدوش يمكن أن أتركها في السيارة.
وهدف شريكي الأكبر في الحياة هو اقتناء بورشه، وهو ما يعمل لأجله حالياً بدلاً من التفكير في خطة لعلاقتنا ولبناء عائلة.
أفهم تعلق شريكي بالسيارات، فهو يحب طريقة صناعتها، ولكنني مللت من الموضوع... ولأنني أريد أن أفهم ما قصة شريكي ووالدي وجميع الرجال المهووسين بالسيارات، قررت قراءة بعض المقالات وأن أفهم ما أمر الرجال مع السيارات.
السيارة تزيد من ثقة الرجل بنفسه
يحفز المجتمع الرجل منذ الصغر على أن يبني مهنة معينة وعلى أن يشتري منزل وسيارة، لذلك عندما يشتري الرجل سيارة أحلامه يعتبر انه حقق أمراً مهماً.
يحب الرجل أن يبسط سيطرته على الأمور بالكامل، ويجد هذا العامل مع سيارته الذي يمكنه ان يغيرها بالشكل الذي يريده، لكنه لا يجده في علاقته المعقدة مع المرأة.
يهتم الرجل بالسيارة أكثر من المرأة
يعتبر الرجل أن المرأة هي كائن بشري يمكنه تولي زمام الأمور، خصوصاً في العالم الحديث حيث خرجت المرأة لبناء نفسها بنفسها. أما سيارته، فهي لعبته التي بحاجة لرعاية واهتمام، ولذلك يخصص وقتاً لها أكثر من شريكته. لذلك، يستمتع الرجل بكل لحظة يقضيها مع سيارته لأنه يعتبر أنها تعتمد عليه بشكل دائم وهو بحاجة للشعور بأن أحد بحاجة اليه.
السيارة لن تخيّب أمل الرجل
يقول لي أحد الأصدقاء أن النساء يخيبون آمال الرجال في معظم الوقت، والسيارة لن تفعل ذلك مطلقاً لهم ما يجعلهم يكرسون وقتهم لها أكثر، فيقول أن السيارة لا تتغير مع الوقت، ولكن شريكته يتغير مزاجها دائماً، ويُضيف قائلاً أنه يعرف مصروف سيارته لكن زوجته لا تفصح عن مصروفها أمامه.
الرجل يشعر بإسترخاء مع سيارته
ليس بحاجة للرجل أن يُثبت أي شيء لسيارته أو بتكبد العناء كي يُثير اعجابها، وهذا الأمر مختلف مع المرأة التي يصعب على الرجل أن يفهم السبل لإرضاءها.
السيارة هي مكان قوقعة الرجل
يبتعد الرجل عن العمل والمنزل وضجة الحياة في مقصورة السيارة التي يستطيع بها أن يجلس مسترخياً قبل الوصول إلى المكتب والبدء بيومه.
السيارة كاملة لكن الحياة ليست كاملة
سيارة أحلام الرجل الذي يعمل لأجلها ويطمح لها منذ الصغر كاملة بالنسبة اليه بكل معنى الكلمة وليست كالحياة التي لا يمكنه وضع سيطرته على كامل ظروفها وليست كشريكته التي يجب أن يهتم بها ويُثير إعجابها بشكل دائم.
السيارة هي لعبته التي تمثل الكلام والهدوء والسكينة حين يستمتع بالعمل عليها لساعات في الكراج.
أعلم أن شريكي يحب سيارته بشكل مختلف تماماً عن طريقة حبه لي وأتذكر جيداً عندما خذلته مرة في أول موعد لنا وحاول لساعة أن يُصلحها لأنه لم يتقبل خذلانها له لكنني أتذكر كيف نظر إلي بخجل عندما خذلته أمامي لذلك أعلم أنه يحبني بطريقة أخرى على الرغم من اهتمامه المفرط بها.