تعرف الأمريكية اميليا ايرهارت بكونها أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي، حيث أنها عملت ككاتبة ورائدة متفوقة في الطيران الأمريكي، الى جانب كسرها العديد من الأرقام القياسية المذهلة.
اقرأ أيضاً: هذه اول امرأة تقود طائرة حربية في العالم
انضمت إيرهارت إلى هيئة التدريس في جامعة بيردو (Purdue University) الشهيرة عالمياً، وقدمت النصائح للنساء في مجالات العمل المختلفة، كما كانت مستشارة لقسم الطيران في الجامعة... الا ان شهرة ايرهارت تعود إلى حادثة شهيرة اختفت من خلالها من العالم.
نظراً الى أن ايمليا عملت كمستشارة فنية لإدارة الملاحة الجوية، فقد تسلمت في يوليو 1936 طائرة Lockheed L-10E Electra بتمويل من جامعة بيردو، وبدأت التخطيط للذهاب في أطول رحلة طيران حول العالم بمسافة 47,000 كم عبر اتباع مسار خط الاستواء، وذلك بغرض جذب الانتباه لها قبل إصدار كتابها الجديد.
في يوم 17 مارس 1937 بدأت رحلة ايمليا من مدينة اوكلاند بولاية كاليفورنيا نحو مدينة هونولولو بولاية هاواي، ولكن قبل استكمال الرحلة، فشلت معدات الهبوط في الطائرة عند اقلاعها، فتوقفت رحلتها وتم شحن الطائرة إلى كاليفورنيا لإصلاحها، ليتم بعدها استئناف الرحلة عبر التوجه من كاليفورنيا إلى ولاية فلوريدا، وتغيير مسار الرحلة ليصبح من الغرب إلى الشرق، فسافرت نحو أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا حتى الوصول إلى بابوا نيو جينيا، لتنجز 35,000 كم من الرحلة ويتبقى 11,000 كم منها فوق المحيط الهادئ.
بعد ذلك، توجهت ايمليا نحو جزيرة هاولاند، ولكن نظراً لسوء التخطيط وخطأ في حسابات الملاحة، فضلا عن قلة الوقود على متن الطائرة، توقفت إشارات البث من الطائرة في النهاية ولم يتمكن خفر السواحل من إيجاد طائرة ايمليا، حيث لم تتمكن الطائرة أبداً من الوصول الى الجزيرة بعد أن أصبحت تفتقر للوقود الكافي، من دون أي معلومات عما حدث لاحقاً.
تعتقد الحكومة الأمريكية أن الطائرة نفذ منها الوقود وسقطت في المحيط على بعد مئات الكيلومترات من الجزيرة، ولكن يعتقد الآخرون أن ايمليا هبطت على حاجز الشعاب المرجانية التي تحيط جزيرة غاردنر على بعد 650 كم من جزيرة هاولاند، حيث صدر من هذه النقطة عدة إشارات راديو، ولكن رحلات البحث والإنقاذ المكثفة لم تجد أي أثر للطائرة أو ركابها.
أحد النظريات التي نشرها موقع ناشونال جيوغرافيك تشير الى احتمال نجاة ايمليا من الحادث وتمكنها من الوصول الى جزيرة نيكومارورو، لتظل هناك حتى وفاتها قبل أن تتغذى عليها حيوانات سلطعون جوز الهند الضخمة.