ما هي أهم دوافع شراكة فولكس واجن وفورد الأخيرة؟

في يوم 15 يناير الماضي، أعلن مدير فولكس واجن التنفيذي، د. هربرت ديس، ومدير فورد التنفيذي، جيم هاكيت، عن توقيع كلا الشركتين مذكرة تفاهم لأجل التطوير المشترك لمركبات الفان التجارية والشاحنات المتوسطة، حيث سيبدأ الإنتاج بمطلع 2022.

تمثل هذه الشراكة نقطة تحول في صناعة النقل والمواصلات عالمياً، حيث تعطينا مثال بارز عن أهمية اتحاد عمالقة الصناعة للتغلب على ارتفاع تكاليف البحث والتطوير، حيث يأتي ذلك بعد إنفاق تسلا حوالي 1.37 مليار دولار في مجال الأبحاث مقابل 93 مليون دولار فقط في 2010، أي بارتفاع نسبته 1,000%، وهو ما يدفع الكثير من شركات صناعة السيارات لتفادي تطوير السيارات الكهربائية.

صرح إيلون ماسك، مدير تسلا التنفيذي السابق ومدير مجلس إدارتها الحالي، أن 22% من تكلفة البحث والتطوير تستهلك في تطوير بطاريات ليثيوم-ايون المستخدمة في مد السيارات بالطاقة، إلا أن هذه المصروفات هي أقل اهتمامات فورد إثارة للقلق، وذلك نظراً للتقنيات المستقبلية الآخذة في النمو مثل تعلم الآلة، أتمتة العمليات الروبوتية، والذكاء الصناعي التي تساهم في تغيير قطاع السيارات، في حين نمى قطاع السيارات الكهربائية من 20 مليون دولار في 2010 إلى ما يتوقع أن يصل إلى تريليون دولار في 2020.

أحكمت كل من نيسان وتسلا وميتسوبيشي قبضاتهم على سوق السيارات الكهربائية والهجينة، في حين بدأت الشركات الأخرى تجتهد للحصول على جزء من القطاع الناشئ، ورغم أن فورد كانت رائدة في خطوط تجميع السيارات، إلا أن حصتها السوقية هبطت بشدة في العقد الماضي رغم ارتفاع مبيعاتها مؤخراً لتصل إلى 14% بالولايات المتحدة وتقبع بالمركز الخامس، بينما تنمو كل من نيسان وتيسلا بقوة.

أطلقت مرسيدس في 2015 سيارة نموذجية فاخرة ذاتية القيادة باسم F-105 ذات مقاعد دوارة تسمح بجلوس ركاب الصف الأمامي مواجهين لبعضهم البعض، في حين كشفت بي ام دبليو عن i3 القادرة على صف ذاتها عبر البحث عن مساحات الركن الشاغرة، ما دعى فورد للاستحواذ على شركة Chariot لخدمات مشاركة السيارات في 2016 وتوسيع خدمات في الولايات المتحدة، ولكنها واجهت فشل ذريع أدى لإغلاق مشروعها الخاص بحلول التنقل هذا العام.

لا تنتهي المنافسة داخل عمالقة صناعة السيارات فقط، بل أن أقطاب التكنولوجيا والبيانات الضخمة مثل آبل وجوجل بدأوا بالعمل على إطلاق سيارات ذاتية القيادة تغير معايير سوق وسائل النقل، وهو ما يعد أمر متوقع نظرا لمدى أهمية البيانات للذكاء الصناعي المتقدم، حيث تمتلك هذه الشركات كميات غزيرة من المعلومات المرتبطة بالمستهلكين.

أعلنت شركة رونالد-بيرجر الألمانية الأمريكية للاستشارات مؤخراً عن توقعها بنمو مبيعات السيارات ذاتية القيادة عالمياً إلى 750,000 وحدة، وهو ما يعد خطراً على كبار صناع السيارات، حيث من المتوقع نمو عدة شركات مثل فولكس واجن وشيفروليه وهوندا بحصولهم على حصص سوقية كافية، بجانب صناع السيارات الفاخرة مثل مرسيدس وبي ام دبليو.

هذا ومن المتوقع أن يسبب هايبرلوب الشهير، الذي سيتم عرضه في World Mobility Show في دبي، اهتزازة قوية لصناعة السيارات، حيث سيخلق ثورة بعالم السفر لمسافات طويلة، وخاصة بعد إتمام بناء أول نسخة اختبارية من التقنية في دبي، والتي تأتي على هيئة أنبوب مفرغ من الهواء بداخله عربات قادرة على بسرعات هائلة لعدم وجود أي مقاومة.

فورد فولكس واجن Ford بيان صحفي Volkswagen
loaing icon