من الصعب التكلّم على سيارة جديدة، خاصة إذا كانت وليدة صانع لم يواكب تاريخنا الحديث. اسم السيارة هو أي تي اس - جي تي (ATS GT) والصانع هو اوتوموبيلي توريزمو إي سبور – Automobili Turismo e Sport.
ولكن قبل التكلّم على هذه السيارة، سنقوم برحلة نحو الماضي، لنكتشف جذور هذا الصانع الإيطالي.
في نهاية عام 1961، وبُعَيد فوز فيراري في بطولة العالم في الفورمولا واحد، قام صانع مارانيلو بطرد مجموعة من ثمانية مهندسين وإداريين كانوا يعملون لديه. لن ندخل الآن في أسباب الطرد، لكن ما يهمنا معرفته أنّ هؤلاء الثمانية كانوا من أبرز العقول والكفاءات في عالم صناعة السيارات في حينه، وبين ليلة وضحاها أمسوا في الشارع من دون وظيفة.
لكن سرعان ما تبدّلت الأوضاع، وعاد ودخل هؤلاء المهندسون، في عام 1962، إلى عالم السيارات عبر المشاركة في سيارة جديدة بالكامل، تحمل اسم اوتوموبيلي توريزمو إي سبور في بطولة العالم للفورمولا واحد وعبر طراز غران توريزمو، المؤهل للسير على الطرق، بمحرّك وسطيّ وتصميم خلاب. تجدر الإشارة إلى أنّ طراز الغران توريزمو هذا كان أوّل طراز يزوّد بمحرّك وسطيّ في تلك الحقبة.
في تشرين الثاني من عام 1962، افترق الشركاء في هذا المشروع. وبالرغم من المشاركة في انطلاق بطولة العالم في الفورمولا لعام 1963، اضطرّ الفريق إلى الانسحاب من البطولة.
ولكن في الوقت عينه، كان معرض جينيفا يشهد إطلاق طراز ATS 2500 GT الذي مثّل ثورة هندسيّة، وميكانيكيّة، وتصميميّة، تولّد 220 حصاناً. وبعدها ببضعة أشهر، أطلقت اوتوموبيلي توريزمو إي سبور طراز ATS 2500 GTS ذا الـ260 حصاناً. كانت هذه الطرازات تستهدف الفئة الميسورة من الناس، وكانت تباع بأسعار باهظة. لم يطل المشروع هذا بسبب الخسائر الفادحة التي كان يتكبّدها الصانع جراء مصاريف رياضة الفورمولا واحد، فتوقف الإنتاج عند 12 سيارة فقط. لم يستسلم الصانع، فقرّر المشاركة في سباق تارغا فلوريو، ما أعاد البعض من روح لهذه العلامة الإيطاليّة، التي أبهرت الحضور أثناء ذاك السباق، الذي بالرغم من روعته، سطّر آخر فصول من حكاية اوتوموبيلي توريزمو إي سبور.
