اطارات السيارات عالم خاص بحد ذاته

يتألف الإطار من 4 ركائز: الركيزة الأولى تتمثل بالحزام الذي يلف ويلتصق بالعجلة عند تثبيت الإطار عليها، وهي عبارة عن أسلاك حديد عالية الجودة وذات قدرة تحمل عالية، تؤمن للأطار القوة اللازمة للبقاء ملتصقا بالعجلة طيلة سير المركبة. الركيزة الثانية، هي أساس الإطار، أو محتواه. فهو مصنوع من 'Plies' أي طبقات عدة من مواد مختلفة. غير أن المادة الأكثر استعمالا في تصنيع الطبقات هي حبال البوليستر. وكلما زاد عدد الطبقات كان ذلك دليلا إلى قوة الإطار وقدرته العالية على التحمل. أما الركيزة الثالثة فهي الحائط الجانبي للإطار (Sidewall) الذي يؤمن تماسكه الجانبي، ويحمي طبقاته المختلفة ويحبس الهواء في داخله. الركيزة الأخيرة هي مساحة الإطار التي تلتصق بالطريق والتي تتألف من مواد عديدة.

هذا في ما خص تصنيعه. لكن كيف يترجم ذلك في حياتنا اليومية وما أهمية الإطارات في السيارات؟

هل تعلم أن الإطارات الجيدة تخفف من إستهلاك السيارة للوقود، كما تخفف من تلوث البيئة وتوفر لك الأمان أثناء القيادة؟ فكلما كانت نسبة  مقاومة الجرّ لدى الإطار مرتفعة، زادت نسبة إستهلاك السيارة للوقود، مما ينعكس سلبا في نسبة إنبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون. لذلك يعمد المهندسون إلى ابتكار أشكال فرزات وتركيبة مواد، والعمل على شكل وإنسيابية الإطار للمساهمة في التخفيف من نسبة مقاومة الجرّ. فخلال السنين الفائتة، كان العمل جاريا على تحسين التخفيف من تلك المقاومة، ولكن على حساب ميزات أخرى للإطار، كتماسكه وفاعليته على المسارات الزلقة مثلا. لذلك نصادف في الأسواق إطارات ذات تركيبة مطاطية كثيفة وفرزات متشابكة، مثالية للطرق الزلقة ولكنها، وبسبب خشونتها نتيجة شكل فرزاتها وكمية المطاط المستخدمة في تصنيعها، تساهم في ازدياد استهلاك الوقود. في حين أن إطارات أخرى ذات الشكل الهندسي الإنسيابي، القليل الفرزات، لا يؤمن تماسكا جيدا على المسارات الزلقة في حين توفر في استهلاك الوقود.

أما اليوم، لم تعد صناعة الإطارات مجرد عمل ميكانيكي فحسب بل تحولت علما في ذاته، فأصبح الباحثون والمهندسون لدى شركات تصنيع الإطارات يعتمدون في تصنيع مكونات الإطارات على تكنولوجيا النانو، وهي كناية عن تطوير الجزئيات الصغيرة المكونة للمواد. وبفضل تلك التكنولوجيا أصبح من الممكن التوفيق ما بين التماسك على المسارات الزلقة والتخفيف من مقاومة الجرّ من خلال التقليل من الجزئيات الطليقة داخل تركيبة الإطارات. وفي العام 2011 بدأت بعض شركات تصنيع الإطارات اعتماد فتحات صغيرة متأقلمة (Adaptive Sipes) ما بين فجوات الفرزات، تقفل لتأمين تماسك وتوجيه دقيقين للسيارة، وتنفتح عند الكبح على المسارات الزلقة لتأمين إلتصاق أفضل على تلك الطرق.

وفي ما يتعلق بأنواع الإطارات هناك نوعان: واحد للصيف وآخر للشتاء. وإذا أردتم الإختيار ما بين هذين النوعين يستحسن اختيار الإطارات الشتوية. لماذا؟ لأنها تحتوي على نسبة عالية من المطاط الطبيعي الذي يقاوم التآكل في فصل الصيف ولا يقسو في برد الشتاء بل يذوب في الإسفلت لمزيد من التماسك. في حين أن الإطارات الصيفية يغيب عنها المطاط الطبيعي مما يساهم في تآكلها واستهلاكها في شكل كامل، الأمر الذي يجعل استخدامها مستحيلا في فصل الشتاء عندما تصبح قاسية نتيجة البرد.

سيارات مواضيع حصرية
loaing icon